اتفاقية المواطنة المزدوجة بين تركيا و باكستان

تركيا تبادر بمقترح لمنح الجنسية المزدوجة لمواطني باكستان

مقترح لمنح الجنسية المزدوجة لمواطني باكستان

بادرت تركيا بتقديم مقترح لباكستان يقضي بتوقيع اتفاقية تسمح لمواطني كل من البلدين بالحصول على الجنسية المزدوجة خلال اجتماع جمع السفير التركي في باكستان "إحسان مصطفى يورداكول" ممثلا للحكومة التركية مع وزير الداخلية الباكستاني"إعجاز أحمد شاه" بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد حسب بيان نشرته وزارة الداخلية الباكستانية.

وذكر البيان المنشور أنّ الحكومة الباكستانية تدرس خطّة موسّعة ستعطي نتائج مثمرة قريبا فيما يتعلّق بسير مجريات توقيع اتفاقية منح الجنسية المزدوجة لمواطني باكستان وتركيا استجابة للمقترح التركي حيث تمّ رفع مسودّة إلى وزارة الخارجية الباكستانية لتشارك هي الأخرى في إعداد بنود الاتفاقية المزمع توقيعها في أقرب الآجال بين إسلام أباد وأنقرة.

ويعدّ الاقتراح المتجه نحو التنفيذ الفعلي والذي قدّمه السفير التركي لوزير الداخلية الباكستاني من الخطوات الكبيرة على اعتبار أنّ باكستان من الدّول التي تشدد إجراءات الحصول على الجنسية المزدوجة وتتيحها فقط في حالات استثنائية وظروف معيّنة متعلّقة أساسا بنمو مضطرد في نسبة الباكستانيين المغتربين في الشرق الأوسط، أوروبا وأمريكا ما دفع بالدّولة إلى إدراج عدّة تعديلات على قانون التجنّس تتيح للمواطن اكتساب جنسية ثانية في حالات محدّدة أبرزها أن يكون المواطن الذي يكتسب الجنسية الثانية دون سن 21 .

وتجمع باكستان وتركيا التي من المنتظر أن يزور رئيسها طيب رجب أردوغان إسلام آباد قريبا علاقات تاريخية غير مشروطة، مميّزة ووطيدة تمتدّ لسنوات طويلة "1947" حيث قامت آنذاك أنقرة بعملية طبع العملة الباكستانية "روبيه" منذ الأشهر الأولى لإطلاقها بالإضافة إلى دعم أنقرة الكبير لإسلام أباد في إقليم جامو وكشمير حيث ساهمت سنة 2018 في منع مساعي أمريكية وبريطانية لإدراج باكستان ضمن قائمة الدول التي فشلت في الحد من تمويل الإرهاب بالمنطقة. 

خطوة قابلها الباكستانيون حينها بحملة دعم واسعة لـ " الليرة التركية" بشراء العملة في جميع أنحاء البلاد بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات أحادية ضد وزيرين تركيين في أغسطس من سنة 2018. 

ومن اللافت في العلاقات بين البلدين أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعدّ الشخصية الأجنبية الوحيدة التي تمكّنت من المشاركة ثلاث مرّات في جلسة مشتركة للبرلمان الباكستاني في الأعوام التالية (2009، 2012 و2016).

ويحظى التعاون بين أنقرة وإسلام آباد في المجال الاقتصادي بمكانة كبيرة حيث شهد توقيع عديد الإتفاقيات، ففي مجال الطاقة وحده، تم سنة 2018 تأسيس الشركة التركية الرائدة "زولو إينرجي هولدنج" لتوليد الكهرباء بإطلاق مشروع طاقة شمسية قدرته 100 ميغاوات في حديقة "القائد الأعظم الشمسية" في منطقة باهاوالبور بإقليم البنجاب أحد أكبر أقاليم باكستان .

وفي القطاع الدفاعي وقعت شركة "توساش" التركية للصناعات الجوية والفضائية أحد أكبر إتفاقياتها مع وزارة الدفاع الباكسانية في يوليو 2018 تنص على تزويدها بـ 30 مروحية استطلاع تكتيكي من طراز " أتاك" T129 بالإضافة إلى عديد العقود المتعلقة بالمواد الاحتياطية واللوجيستية والتدريب والذخائر. 

كما فازت أنقرة سابقا بمناقصة لتوريد 4 فرطقات إلى البحرية الباكستانية في واحدة من أكبر صفقات تصدير الصناعات التركية في التاريخ.

وامتدّت الشراكة بين تركيا وباكستان إلى المجال الصحي، حيث أهدت أنقرة إسلام آباد سنة 2014 مستشفى تم بناؤه في منطقة "مظفر كرة" على بعد 380 كيلومترا من عاصمة إقليم البنجاب لاهور.

 

وتصدّرت تركيا قائمة البلدان التي قدّمت مساعدات ضخمة لإسلام آباد من أجل إعادة تأهيل ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب أزاد كشمير عام 2005 وراح ضحيته أزيد من 80 ألف شخص وذلك بتوفيرالسكن لنحو ألفين من ضحايا منطقة "ثاتا" قرب مدينة كراتشي جنوب باكستان.