هكذا غيّرت "كورونا" تقاليد شراء العقار في تركيا !

هكذا غيّرت "كورونا" تقاليد شراء العقار في تركيا !

Corona changed the traditions of buying property in Turkey

إلى غاية الأمس القريب كان العالم بخير، وفجأة تغيّرت الموازين، وأصبحت جائحة كورونا تلاحق الكوكب الأزرق دولة بدولة وشارعا بشارع ، فتراجع الناس إلى بيوتهم خوفا وأمنا .

نعم، البيت، المنزل والشقة أو أيّا كان نوع العقار الذي تسكنه هو الآن يحميك من " كورونا" كما كان حصنك المنيع من جميع أنواع المخاطر الأخرى، ومن هنا تتجذّر مجددا أهمية التملك العقاري في حياة الناس ولماذا عليهم الحرص أثناء اختيار نوع العقار ليكون بأجود التقنيات وفي أفضل المناطق المعمارية القريبة من المرافق الصحية والخدماتية والتسوقية .

لكن مع غزو وباء كورونا للعالم هل مازالت تقاليد شراء العقار نفسها عند المستثمرين، هل تبدّلت ثقافة الاستهلاك العقاري لدى الراغبين في التملك؟ هل تغيّرت هي الأخرى موازين السوق العقارية العالمية والتركية على وجه الخصوص ؟ وعلى أي أساس أصبحت ؟

تجيب كبرى شركات الاستشارات العقارية العالمية على هذه الأسئلة بالإيجاب، نعم حدث تغيّر كبير في خارطة مبيعات العقار في العالم، فالناس تحوّلوا من الإقبال على العقارات قيد الإنشاء و المجمعات السكنية إلى المنازل الجاهزة المنفصلة بل راحوا يشترون بقوة الأراضي المنعزلة خارج المدن في أوروبا منذ بداية انتشار فيروس كورونا في القارة العجوز تفاديا لأية مضاعفات تنجم عن الوباء المستجد .

ثقافة تكاد تكون مماثلة في تركيا، هذا البلد العقاري بامتياز والذي شهد طيلة الخمس سنوات الماضية نهضة غير مسبوقة في القطاع العقاري الذي أصبح يشكل موردا ماليا كبيرا للدولة التركية والقطاع الخاص على حد سواء، ما جعل الحكومات المتعاقبة توليه أهمية كبيرة بإدراج تحفيزات استثنائية أهمها الحصول على الجنسية التركية مقابل شراء عقار بـ 250 ألف دولار أمريكي فقط.

ففي تركيا ومنذ بداية بروز أزمة كورونا التي لم تصلها إلاّ مؤخرا نظرا للتدابير الاحترازية الكبيرة المتخذة مع إعلان مدينة ووهان الصينية تسجيل حالاتها الأولى، منذ تلك الفترة بدأت تتغير تدريجيا ثقافة شراء العقار وسط الأتراك والأجانب الذين كانوا قد باشروا إجراءات التملك، حيث أصبح التوجه العام نحو المنازل الخاصة والأراضي خارج المدن، وهو ما تتوفر عليه تركيا المعروفة بطبيعتها الساحرة وجبالها الرائعة وأريافها الخضراء التي تجذب إليها ملايين السياح سنويا على غرار طرابزون ومناطق البحر الأسود وولايات موغلا وجاناكالي وتيكيرداغ.

وتشير الإحصائيات إلى أنّ نسبة البحث عن العقارات الجاهزة والمنازل المنفصلة وقطع الأراضي على محركات البحث الالكترونية ومنصات الأنترنيت زادت بنسبة 40 % خلال الشهر الماضي وحده.

وتوجهت أنظار أغلب المستثمرين الذين كانوا يبحثون عن استثمارات ضمن المشاريع قيد الإنشاء بقلب المدن إلى السكنات الجاهزة البعيدة عن مراكز المدن أي تلك المناطق المحيطة بإسطنبول وما جاورها .

وأكّدت مختلف الوكالات العقارية الناشطة في تركيا من جهتها، أكّدت ارتفاع الطلبات على العقارات الخاصة والجاهزة خارج المدن مع بداية تأثير أخبار انتشار فيروس كورونا المستجد.

وبالعودة إلى شهر واحد قبل الآن أي في فبراير 2020 نجد أنّ نسبة مبيعات العقار في تركيا بلغت أزيد من أربعة آلاف عقار سكني مسجلة ارتفاعا بـ 20,60 % مقارنة بشهر فبراير لسنة 2019 ، رقم يصفه الخبراء بالممتاز في زمن الأزمات، فتركيا البلد الذي حطّم مبيعات قياسية للأجانب طيلة السنوات العشر الأخيرة تمّكن من الصمود في وجه كورونا والمحافظة على إقبال المستثمرين العرب والأجانب الذين يعتقدون راسخا أنّها أحسن خيار لادخار رأس مالهم ومضاعفته مع الزيادة المضطردة لأسعار العقار في جميع مناطقها سنويا.

وأقبل الإيرانيون خلال شهر فبراير في المرتبة الأولى على شراء العقارات في تركيا، يليهم الروس، والأفغان والأردنيون الذين حققوا قفزة لافتة في السوق العقارية التركية باحتلال المرتبة الرابعة.

ومع الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي نجمت عن انتشار فيروس " كوورنا" على غرار تطبيق الحجر المنزلي وفرض حالة الطوارئ في عديد البلدان وتجميد الطيران الدولي، برزت طرق لشراء العقار وشاعت بشكل كبير وسط المهتمّين بالتملك، حيث فضّل العديد من المستثمرين استغلال وضعية الحجر المنزلي في اختيار أفضل العقارات والتجول بين مختلف المشاريع افتراضيا خاصة مع الكم الهائل من الفيديوهات والمنشورات الذي توفره مختلف شركات العقار التي تعتمد على أفضل أساليب التصوير، فأصبح العقار يأتي للمستثمر وهو في البيت دون الحاجة إلى السفر بالإضافة إلى قدرة إتمام جميع الإجراءات دون عناء التنقل بفضل شركات العقار الموثوقة التي توظف طاقما من الخبراء والمحامين المؤهلين الذين يرافقون جميع إجراءات ومعاملات شراء العقار وصحة العقود وسلامتها بضمانات مؤكّدة.

وأصبح شراء العقار في تركيا أون لاين أفضل بديل وأقصر السبل لعدم تضييع الوقت وربح الجهد إلى غاية مرور أزمة كورونا على العالم بسلام.