الإيرانيون ثاني أكثر الأجانب تملّكا في تركيا.. تعرّف على الأسباب ؟
ليس بالجديد عند الرأي العام العالمي أنّ تركيا أضحت إحدى أكبر وجهات السياح في العالم حيث تستقبل سنويا ما يربو عن 51 مليون سائح أجنبي راغب في استكشاف جمالها والتمتع بإجازة فريدة فيها، لكن هل أصبحت مجرد السياحة في تركيا تفي بالغرض المرجو ؟
للشغوفين بسحر الجغرافيا وعبق التاريخ والباحثين عن نبض مختلف للحياة أكيد لا !
تعجّب يتجلّى في عدد السياح الأجانب الذين تحوّلوا إلى مستثمرين أو عدد المستثمرين الذين اختاروا أن يكونوا مقيمين حتى قبل أن يزوروا تركيا .
تختلف الجنسيات التي تحطّ الرحال في مطارات تركيا الدولية كلّ سنة بنسب متفاوتة ومن بين النسب الأعلى نجد " الإيرانيين" الذين يعتبرون من أكثر الشعوب إقبالا على مختلف المدن التركية في الآونة الأخيرة، إقبال لا يتوقف عند مجرد الزيارات السياحية بل شمل بشكل مركّز الزيارات الاستثمارية في مقدمتها شراء عقار في تركيا وهنا تتحول السياحة إلى اقامة دائمة بعد الحصول على الجنسية التركية مثلا .
ما هي أرقام المستثمرين الإيرانيين في تركيا، دوافع تهافتهم ومزايا شرائهم عقارات في اسطنبول، إزمير وأنقرة ؟
قال فاتح جاياباتماز ممثل جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية (موصياد) في طهران أنّ أعداد الإيرانيين المقيمين في تركيا بغرض الاستثمار تصاعد بوتيرة ملحوظة خلال 5 سنوات الأخيرة ويواصل سيره نحو مزيد من الأرقام اللافتة حيث قام حوالي 6 آلاف إيراني بشراء عقار في اسطنبول، أنقرة وإزمير خلال العام الماضي أي سنة 2019 مسجلا ارتفاعا بحوالي الضعف بعدما كان يبلغ عدد المشترين للعقار في تركيا 3 آلاف و 652 مستمثرا سنة 2018 .
رقم يعكس الاهتمام الكبير وسط الإيرانيين لضخ أموال استثمارية في قطاع العقار لأسباب مختلفة نحصي البعض منها في العنوان الموالي.
دوافع تنامي إقبال الإيرانيين على شراء العقار في تركيا
يأتي تفاقم الأوضاع الاقتصادية السيئة لطهران حيث وصلت البطالة في بعض المدن الإيرانية إلى 60 بالمائة، في مقدمة الأسباب الدافعة لتملك الايرانيين في تركيا، فمنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتوقيع الرئيس الأمريكي قرار الانسحاب ازدادت تخوّفات الايرانيين على مستقبلهم في بلادهم، فراحوا يبحثون عن البلد الأكثر أمنا من الناحية الاقتصادية لتجنب العقوبات المفروضة على تحويل الأموال للخارج أو حيازة المواطنين الإيرانيين أموالا بالعملة الصعبة خارج البلاد، فلم يجدوا أحسن من تركيا خيارا وبديلا آمنا لاستثماراتهم المالية.
ويجمع عديد المواطنين الإيرانيين من الطبقة الوسطى على أنّ الاقبال على الشقق المعروضة للبيع في اسطنبول أو طرابزون أو أنقرة أو إزمير يوفّر لهم السبيل الأنجع والخطة البديلة للهروب من عوائق العودة للديار والملجأ الأنسب من العقوبات الأمريكية التي تعمّدت واشطن استهداف البنك المركزي الإيراني من خلالها.
ويرجع أيضا تهافت الايرانيين على الاستثمار في تركيا إلى التسهيلات التي أقرتها السلطات التركية قبل عامين لكل الراغبين في شراء شقق بتركيا، أبرزها إجراء الحصول على الجنسية التركية من خلال تملك عقار في تركيا بقيمة 250 ألف دولار فقط بعدما كانت النصوص القانونية تشترط أن لا يقل سعر شراء العقار عن مليون دولار أمريكي.
واعتبر الإيرانيون الحصول على جواز السفر التركي محفزا كبيرا لاقبالهم على مختلف أنواع الاستثمار العقاري في تركيا وفي هذا الصدد حصل 250 إيرانيا على الجنسية التركية خلال العام الماضي .
وساهمت أيضا العلاقات الاقتصادية التركية الإيرانية في طمأنة الإيرانيين حيث استمرت أنقرة في شراء الغاز والنفط من طهران رغم العقوبات الأمريكية .
ومن العوامل الجاذبة للاستثمار العقاري الإيراني في تركيا نجد تشابه ثقافة الأغلبية المسلمة والتي تساعد الإيرانيين كثيرا في التأقلم مع المجتمع دون التعرض لأي نوع من الضغوطات أو المضايقات المجتمعية بسبب العرق أو الدين مقارنة بالمحيط في دول غربية اعتاد الإيرانيون شراء العقار فيها كأمريكا التي يرى غالبيتهم أنّها تنتهج سياسات معادية للمهاجرين ومغذّية للكراهية ضد الأجانب في صورة معاكسة للهدوء الذي يحظون به في حال تملّكهم عقارا في تركيا.