تركيا .. الدولة التي تنافس بأقوى بنية تحتية في العالم

لم تغفل تركيا لسنوات متواصلة عن تقوية استثماراتها وتوسيعها في مجال البنية التحتية، سواء من طرف مستثمري القطاع الحكومي أو حتّى القطاع الخاص،  بل وصار اسمها مرتبطا بمشاريع هي الأكبر في العالم، جذبت إليها الأنظار وأثرت إيجابا على بقية القطاعات، مثل قطاع العقارات الذي حظي بإقبال قياسي من طرف الأجانب الذين تهافتوا على شراء شقق للبيع في تركيا نظير قربها من مشاريع البنى التحتية وتوفرها على كل المرافق الخدمية وهو ما زاد في الوقت نفسه من أسعار الشقق في تركيا إلى مستوى قياسي في غضون السنوات الأخيرة .  

ونفذت تركيا حتّى سنة 2017 حسب الإحصائيات أزيد من 40 % من حجم الاستثمارات العالمية في مجال البنية التحتية بقيمة مالية تجاوزت 45 مليار دولار أمريكي . 

ومن غير المعقول أن يهمل القائمون على تسيير تركيا، عن خدمتها وتقوية بنيتها التحتية وهي التي تتوسط ثلاث قارات حيوية " أوروبا، آسيا وأفريقيا "  بالإضافة إلى كونها تتمتع بمناخ معتدل على طول السنة إذ يحيط بها البحر الأسود والأبيض المتوسط وبحري إيجة ومرمرة، كما أنّها  تحتضن أشهر مضيقين في العالم " البوسفور والدردنيل" ناهيك عن مساحتها الواسعة وحدودها الاستراتيجية مع 7 دول . 

وتحتوي تركيا التي يبلغ عدد سكانها أزيد من 84 مليون نسمة على عديد المواقع الأثرية والمناطق السياحية الساحرة التي تحتاج بنية تحتية قوية تعتمد على ترميم الجسور والأنفاق وإنشاء أخرى جديدة ، وأيضا إلى عناية فائقة بالطرقات السريعة والدولية وافتتاح مزيد من المطارات والمدن الطبية وغيرها .  

ما هي أبرز مشاريع البنية التحتية في تركيا خلال السنوات الأخيرة ؟

لقد عرفت تركيا خلال آخر عشر سنوات تشييد أكبر حجم من مشاريع البنية التحتية، التي جعلتها تبرز على الصعيد العالمي كأحسن البيئات المتطورة في المجال ومن بين أهم مشاريع البنى التحتية المشيدة أو التي يجري تشييدها اخترنا لكم الأبرز والأضخم وهي كالتالي: 

قناة اسطنبول المائية

تعتبر قناة اسطنبول المائية واحدة من أكبر المشاريع التي تعمل تركيا على تشييدها، وإبهار العالم بها حيث ستبدأ أعمال الحفر فيها انطلاقا من العام المقبل 2021، وهي المشروع الهدية كما يطلق عليها القائمون في الحكومة التركية، كونها ستهدى إلى الشعب التركي بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية . 

وستعمل قناة اسطنبول المائية التي تمتد من بحيرة كوتشوك تشكمجة جنوبا، إلى البحر الأسود في الشمال على تيسير تنقل السفن التجارية القادمة إلى تركيا من أوروبا عبر بحر مرمرة والبحر المتوسط ومن خلال مضيق الدردنيل وصولا إلى القارة السمراء وبالتالي تخفيف العبء بشكل كبير عن مضيق البوسفور  وحجم الحركة التجارية فيه.  

مطار إسطنبول الثالث 

لن يمحى شهر آذار 2019 من ذاكرة الأتراك حيث شهدت تركيا إقلاع أولى الرحلات الدولية انطلاقا من مفخرة تركيا الجديدة  "مطار اسطنبول الثالث " الذي لفت إليه أنظار العالم حينها بتصميمه المبهر وشساعته الكبيرة رغم افتتاح المرحلة الأولى منه فقط . 

ومن المنتظر أن يفتتح المطار بجميع أجزائه في عام 2023 مع حلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهوية التركية بقدرة استيعاب تصل إلى 250 مليون مسافر سنويا و500 طائرة في المدرجات في وقت واحد . 

المدن الطبية في تركيا 

من المدن التي أحدثت ثورة في قطاع العقارات التركية، هي المدن الطبية التي جرى تشييدها بشكل مكثف لتوسيع استقبال المرضى خاصة الأجانب الذين يفضلون الخدمات الطبية التركية . 

ويجري تشييد 8 مدن طبية جديدة في تركيا، تضاف إلى 10 مدن طبية تعمل حاليا أبرزها مدينة " باشاك شهير الطبية " الأولى أوربيا من حيث أسرة العناية المركزة  بطاقة استيعاب تصل إلى قرابة 500 سرير  . 

 الطرقات المحلية والدولية ، الأنفاق والجسور 

تدعّمت البنية التحتية لتركيا بعديد الطرقات المحلية والدولية حيث يجري افتتاحها بشكل شهري تقريبا ومن بين أهمها نجد: طريق مرمرة الجنوبي ، طريق إزمير الجديد " غبزة" ، طريق جسر جناق قلعة 1915 ، طريق بالك إسير، نفق أوراسيا الذي يربط بين شقي اسطنبول تحت مضيق البوسفور . 

ولا تتوقف البنية التحتية في تركيا عند الأمثلة الآنف ذكرها، بل تشكل جميع أنواع المواصلات، والمدن الذكية والأخرى التكنولوجية مثل " تكنوبارك"  والحدائق الكبرى على غرار وادي الحياة ، بالإضافة إلى باقي المنشآت الخدمية التي سهّلت حياة الأتراك والأجانب المقيمين في تركيا أو السياح الذين يتوافدون إليها سنويا بالملايين .