قصر يلدز اخر قصور السلاطين العثمانيين
مدينة اسطنبول مدينة التاريخ العريق والحاضر الراقي ، تعتبر مدينة اسطنبول اشهر المدن التركية وهي المدينة الاولى في كافة المجالات من حيث السياحة والتجارة والاقتصاد وتعداد السكان والطبيعة الخلابة . كما تشتهر مدينة اسطنبول بمعالمها التاريخية والاثرية التي تتنوع بين المساجد والقلاع والمتاحف القديمة والأثرية التي لا مثيل لها ، بالإضافة الى حدائقها الخلابة ومناخها الرائع واشرافها على عدة بحار ..
قصر يلدز من اشهر قصور اسطنبول وهو القصر الاخير للسلاطين العثمانين ،و يلدز يعني نجمة باللغة التركية .
يقع قصر يلدز في اعلى تلة في حديقة يلدز في منطقة بشكتاش على ضفاف البوسفور في مدينة اسطنبول في الجانب الاوربي منها في موقع متميز ومساحة كبيرة .
بني قصر يلدز في نهاية القرن التاسع عشر في عهد السلطان العثماني سليم الثالث حيث قدمه كهدية الى والداته السلطانة مهري شه .
بني قصر يلدز في حديقة يلدز التي تتميز باشجارها العالية وازهارها الجميلة التي احضرت من كل انحاء العالم .
اصبح قصر يلدز مقرا للحكم العثماني في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ومقرا للحكومة عام 1853 بدلا من قصر قصر دولما باهشة حيث استمر مقر للحكم لاكثر من 30 عام ، وتم استقبال العديد من الشخصيات الهامة في قصر يلدز في عهد الدولة العثمانية اشهر تلك الشخصيات الامبراطور الالماني
( ويليام الثاني ) .
يتميز قصر يلدز بمساحته الواسعة وتصميمه الراقي والفريد من نوعه ، حيث جمع في مفروشاته واثاثه بين الذوق الاوروبي والذوق العثماني في تصميم لامثيل له حيث المدافئ الكبيرة والكراسي الفخمة والمزخرفة التي نحتها النجار الماهر السلطان عبد الحميد الثاني ،بالاضافة الى الطاولات الخشبية الضخمة ذات النقوش الجميلة .
يضم القصر عدد كبير من الاجنحة والغرف الخاصة بالسلطان وعائلته من امراء واميرات وغرف خاصة للخدم بالاضافة الى الصالات والقاعات الفخمة منها قاعة الاحتفالات الفخمة التي تزين سقفها بالالواح الذهبية البراقة وفرشت أرضيتها ببسجاد مؤلف من قطعة واحدة ، كانت تستخدم هذه الصالة لاستقبال الضيوف في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني .
كما يوجد قاعة الصدفية وهي قاعة الطعام وسميت صدفية نسبة الى ابوابها التي احضرت من قصر تشيراغان والمكسية بالصدف وقد تمت صناعة معدات وادوات صالة الطعام في ورشة خاصة داخل القصر.
اما القسم الخارجي لقصر يلدز فان باحات القصر تحتوي على عدد من الاجنحة و احواض السباحة و بيوتا زجاجية و ورشات عمل تفصل عن بعضها ب ممرات و بوابات .
يحتوي قصر يلدز على مسجدين صغيرين يقعان عند مدخل القصر احد هذين المسجدين هو يسمى مسجد الحميدية وهو بناء فريد من نوعه حيث جمع التصميم الداخلي المغربي والواجهة الثيوقراطية والبناء العثماني الكلاسيكي التقليدي مع لمسة من الاستشراق الأوروبي بالاضافة الى بعض العناصر المستلهمة من مسجد الحمراء الاندلسي مثل الاقواس التي تدعم القبة الخشبية الملونة باللون الازرق و منقطة بنجوم ذهبية للاشارة الى اسم يلدز والذي يعني النجمة .
كما يحتوي قصر يلدز على مسرح لايقل جمالا واهمية عن باقي اجزاء القصر حيث بنيت فيه مقصورة مخصصة للسلطان ، وزينت جدران المسرح ب رسوم و نقوش يدوية مميزة اما سقف المسرح فقد اضاء بنجوم ذهبية اللون مما زاده جمالا.
في الوقت الحالي اعيد استخدام قصر يلدز كمقر للحكومة حيث قام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باستقبال الزعماء في قصر يلدز .