شراء عقار في تركيا أم في أمريكا .. أيّ البلدين أفضل للمستثمرين الأجانب ؟

ليس بالأمر الهيّن أن تستقرّ على وجهة دون أن تغريك مزايا أخرى إذ ما تعلّق الأمر بشراء عقار، خاصة إن كنت قد اخترت التملك في دولة أجنبية. 

نعم ، الخيارات المتاحة كثيرة ومتنوعة لكن أيّها أفضل للمستثمر الأجنبي، وهنا نقصد على وجه الخصوص العربي منه، وما الذي يمّيّز التملك في المشرق عن التملك في بلدان غربية ؟ 

في مقال اليوم سنحاول أن نسلّط الضوء على التملك في بلدان العالم الأوّل واخترنا لذلك الولايات المتحدة الأمريكية نموذجا، مقارنة بعملية الاستثمار العقاري في تركيا، التيّ أصبحت تنافس بقوة في السوق العالمية لمبيعات العقارات ، بل وتحوّلت إلى الوجهة الأكثر جاذبية وتفضيلا عند الكثير مقارنة ببلدان العالم الأوّل بالنظر لحجم المزايا وخيارات السكن والاستثمار المتاحة للمتملك الأجنبي فيها بالإضافة إلى تفاصيل أخرى لا يمكن أن يجدها المستثمر الأجنبي إلاّ في تركيا دون غيرها من البلدان ولو كانت الأولى اقتصاديا في العالم  .

 ما الفرق بين العيش في تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ؟ 

مثل ما كانت قبل سنوات من الآن أمريكا شغفا للسكن والعيش يراود الكثير  من سكان المعمورة، أضحت تركيا ، هذه الدّولة الجنة كما يلقّبها الكثير  في السنوات الأخيرة قبلة يحجّ إليها مواطنو عديد الجنسيات الاجنبية ومن القارات الخمس رغبة في السكن، والاستثمار وحتّى الحصول على الجنسية التركية والتمتّع بمزايا جواز السفر التركي .  

ورغم أنّ طلب الهجرة إلى أمريكا والاستقرار فيها لم يتراجع بشكل قياسي إلاّ أنّ التوجه إلى تركيا بغية العيش خاصة من قبل العائلات والطلاب زاد بشكل ملحوظ. 

فيما يلي ترصد لكم الهدى للاستثمار العقاري أهمّ فروقات السكن والعيش في كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا : 

هل كل المناطق في تركيا والولايات المتحدة الأمريكية مناسبة للعيش وشراء عقارات ؟ 

في كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية برزت مدن على حساب أخرى أنسب للتملك العقاري نظرا لاحتوائها على عوامل جاذبة مقارنة بباقي المدن في كلا  البلدين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية نجد أنّ الأجانب يتوجّهون بشكل كبير للتملك العقاري في كل من نيو نيويورك و كاليفورنيا وفيلا دليفيا وواشنطن

وبوسطن ولوس أنجلوس بالإضافة إلى سان فرانسيسكو، فيما يعزف أغلبهم عن شراء عقارات في كل من ميلووكي، روكفورد، بالتيمور، ليتيل روك، كنساس وأوكلاند باعتبارها مدن خطيرة تكثر فيها الاعتداءات العنصرية بالإضافة إلى أوضاعها الاقتصادية المتردية وانتشار البطالة في أرجائها  . 

أمّا فيما يتعلقّ بتركيا فبرزت خلال السنوات الأخيرة مجموعة من البلدان المناسبة لعملية التملك العقاري و شراء عقارات في تركيا أو شقق للبيع في تركيا سواء تعلّق الأمر بالسكن أو الاستثمار وهي كالتالي: اسطنبول، أنطاليا ، أنقرة ، بورصة ، إزمير ـ سكاريا و طرابزون وهي مدن يقبل عليها الأجانب بشكل كبير ، وتوفرّ الهدى للاستثمار العقاري في تركيا عديد العقارات للبيع فيها . 

أمّا بالنسبة للمدن الخطيرة وغير المناسبة للتملك العقاري في تركيا، فيحقّ لنا القول بكلّ فخرة أنّ كل تركيا آمنة ومستقرّة وكل متر فيها مناسب للعيش والسكن والاستثمار، حيث أوجدت تركيا لنفسها في السنوات الأخيرة محيطا آمنا وبيئة من أفضل بيئات العيش في العالم سواء موقعا، اقتصادا، مناخا أو طبيعة . 

 كم تبلغ أسعار العقارات في كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وكم نسبة ضرائب التملّك ؟ 

لقد أظهرت الفقرة أعلاه تفوقا مبدئيا للعقارات التركية على حساب العقارات الأمريكية في عديد الجوانب، فهل أسعار العقارات أنسب للمستثمرين في تركيا أم أمريكا وفي أي بلد ضرائب التملك العقاري أخفض ؟  

تشير الإحصائيات إلى أنّ قيمة متوسط سعر المتر المربع الواحد في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ 1700 دولار أمريكي أمّا في تركيا فهي لا تتجاوز 400 دولار، أما فيما يخصّ متوسط إيجار المتر المربع الواحد في تركيا فيقدّر في أمريكا بـ 10 دولارات مقابل 3 دولارات فقط في تركيا، أمّا عن متوسط استرجاع رأس المال في أمريكا فيمتدّ إلى 14 سنة، لينخفض إلى 11 سنة فقط في تركيا، ومن هنا يمكن أن نستنتج أنّ أسعار العقارات في اركيا أخفض بـ 23.5 % في تركيا مقارنة بالولايات المتحدة ،  كما أنّ متوسط سعر الشقة الواحدة بمساحة 100 متر مربع في نيويورك مثلا قد يصل إلى 200 ألف دولار أمريكي وهي الشقة التي يمكن شراؤها في اسطنبول بتركيا بحوالي 70 ألف دولار أمريكي فقط في دليل آخر على أنّ أسعار العقارات في تركيا مناسبة أكثر للأجانب الراغبين في التملك والاستثمار عنه في الولايات المتحدة . 

أمّا بخصوص الإيجار فصحيح أنّ سعر الإيجار في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ارتفاعا عن العائد الإيجاري في تركيا، لكنّ بالنسبة لإيجاد مستأجرين فإنّ الأمر في تركيا أسهل بكثير نظرا لارتفاع الطلب على الإيجار طيلة المواسم خاصّة من قبل الأجانب الذين ازداد عددهم بشكل لافت في تركيا بسبب إجراءات الإقامة والتسهيلات التي حظي بها الأجانب الراغبين في الاستقرار في تركيا وبالتالي حاجتهم الدائمة إلى تأجير المنازل والشقق ما عليه أن يعود بالفائدة على أصحاب العقارات والمتملكين في تركيا مقارنة بهؤلاء المتملكين في أمريكا الذين يعانون من صعوبة تأجير ممتلكاتهم . 

أمّا عن التفصيل الأهم في المقارنة بين أسعار العقارات في تركيا والولايات المتّحدة فإنّ سنوات استرجاع رأس المال أقل بثلاث سنوات في تركيا عنه في أمريكا التي تكون فيها أسعار الشراء مرتفعة وسنوات الاسترجاع أطول . 

وللتعمق أكثر في الفروقات بين التملك العقاري في كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، لابدّ من الحديث عن الضرائب والرسوم وهنا نجد أنّ الرسوم على العقار في الولايات المتحدة الأمريكية أخفض بقليل جدا عن الضرائب العقارية في تركيا حيث تبلغ في الأولى 3.7 % من سعر العقار مع اختلافها من ولاية إلى أخرى أي تنخفض في بعض الولايات مقارنة بأخرى فيما تقدّر في الثانية " تركيا" بـ 3.9 % من القيمة الكلية للعقار عند نقل الملكية . 

إذا أردت أن تستثمر عقاريا ، هل عليك اختيار أمريكا أم تركيا ؟ 

إجابة هذه السؤال قد تكون بدت لك تقريبيا في الفقرات الأولى لكنّنا سنوضّحها بشكل دقيق في هذه الفقرة أكثر .

إذا كنت لا تزال محتارا فيما إذ تختار تركيا وجهة لك أم الولايات المتحدة الأمركية فإنّ خبراء العقار يؤكّدون أنّ قوانين الاستثمار العقاري في أمريكا معقدة نوع ما خاصة في ولاية نيويورك المطلوبة بشكل أكبر حيث تحتوي على فجوات قد تجبر صاحبها على دفع ضريبة التملك بنسبة 45 % من السعر الإجمالي ، بيد أنّ قوانين التملك العقاري في تركيا سهلة ومبسطة خاصة مع التحفيزات الأخيرة التي يمكن للأجنبي فيها الحصول على الجنسية التركية في ظرف 45 يوما وبسعر 250 ألف دولار أمريكي فقط . 

من ناحية أخرى فإنّه قد تكون الضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية أقل إلاّ أنّ هناك جنسيات بحد ذاتها أكثر استفادة منها على غرار الصينيين والهنود على عكس المسلمين والعرب الذين لا يزالون يعانون من النظرة الدونية المتعلقة بالإرهاب، لسان حال القرار الذي أمر به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي ضيّق بشكل واضح على منح إذن السفر لعديد الدول العربية وهو الأمر الذي حوّل أنظار العرب والمسلمين إلى تركيا كبديل آمن وخيارا صائبا . 

وعموما تشهد تركيا في السنوات الأخيرة ثورة عمرانية كبيرة في إطار التحوّل الحضري الذي غيّر وجه تركيا وجعلها في مصاف الدول الكبرى وحلما يراود الكثير من المستثمرين في العالم، مقابل ركود عاشته أمريكا في السنوات المنقضية ولا تزال تعيشه بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات مقابل تراجع رهيب في الطلب عليها .