خطط جديدة من اجل تعزيز التبادل التجاري الصيني التركي:

تتشاطر جميع بلدان مايعرف بمنطقة شرق اسيا العديد من الامور والروابط المشتركة ولا يقتصر هذا الامر على الجيرة بين شعوب المنطقة فحسب، اذ تنحدر غالبية هذه الشعوب التي تسكن منطقة شرق اسيا من اصول واحدة او مشتركة ولهذا تلاحظ التقارب في اللغات الاشكال وحتى بعض العادات والتقاليد بينها

ومن بين هذه البلدان نذكز تركيا والصين حيث يتمتع الشعبان التركي والصيني بروابط قوية خاصة ان الأتراك و بحسب نقوش ” أورخون”  وبحسب الأدلة التاريخية تعود اصولهم الى المناطق الجغرافية المحاذية للصين الممتدة من شمال شرقي الصين إلى بحر قزوين والمتمثلة اليوم بجمهوريات كازاخستان و تركمانستان وأوزباكستان وقرغيزيا. كما تظهر الآثار والمصادر الصينية حضور الأتراك في الصين في القرن السادس الميلادي من خلال أمبراطورية  “غوك تورك” العظيمة.

اما العلاقات والروابط الحديثة بين هذين البلدين فهي تعود لبدايات القرن الماضي وتعززت بشكل خاص حين اعترفت الجمهورية التركية بجمهورية الصين الشعبية عام 1971،

واليوم وبحسب ما يؤكده سياسيو البلدين تتشاطر تركيا والصين الرؤية المستقبلية نفسها في مجالات عدة خاصة فيما يتعلق بدورهما الدولي والإقليمي الريادي، ودعمهما لنظام عالمي جديد 

العلاقات التجارية والتبادل التجاري الصيني التركي:

تبذل الحكومة التركية اليوم جهود حثيثة من اجل زيادة حجم التبادل التجاري السنوي مع الصين على امل ان يبلغ قريباً 100 مليار دولار.  ويكتسب استثمار الصينيين في تركيا اليوم أهمية خاصة، ففي السنوات الأخيرة قام المستثمرون الصينيون باستثمارات هامة ، حيث بلغ عدد الشركات الصينية العاملة في تركيا ألف شركة تقريبا بحسب بيانات وزارة الاقتصاد التركية لعام 2018.

وشهد حجم التبادل التجاري بين تركيا والصين زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة. فبحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية التركية، إن حجم تجارة تركيا مع الصين كان أقل من 1.5 مليار دولار في عام 2000، وفي عام 2013  سجل رقماً قياسياً وبلغ 28 مليار دولار، ولكن في عام 2018 بالنظر الى الوضع غير المناسب لقطاع الانتاج في تركيا، تراجع التبادل التجاري مع الأطراف الصينية إلى 24 مليار دولار.

ومن اهم هذه الاستثمارات كان مشروع الحزام والطريق الذي يهدف الى ربط الصين بأوروبا عبر دول آسيوية أخرى مروراً بتركيا، وقد بدأ العمل على هذا المشروع في 2013 وهو عبارة عن اعادة احياء لما كان يعرف بطريق الحريرالذي كان قائماً في القرن التاسع عشر،  وهو يمثل أضخم مشروع لبنية تحتية في تاريخ البشرية، ويمكنه توجيه التجارة العالمية نحو الصين وهو يتكون من طرق سكك حديدية إلى جورجيا، ثم أذربيجان، وعبر بحر قزوين إلى تركمانستان ثم كازَخستان، فالصين

 وفي إطار هذا المشروع تم انشاء العديد من مشاريع البنى التحتية في تركيا مثل جسر ياووز سليم على مضيق البوسفور وأنفاق  أوراسيا تحت مضيق البوسفور وجسر جنقق قلعة على مضيق الدردنيل وخطوط القطارات السريعة.

كما ان المستثمرون الصينيون دخلوا سوق عقارات تركيا بقوة مؤخراً وازدادات الرغبة في الاستثمار العقاري في تركيا من قبلهم خاصة شراء العقارات في اسطنبول وانشاء المشاريع العقارية الضخمة أهمها فندق عالمي قيد الإنشاء يقدم عرضا استثماريا جذابا للمستثمرين بعائد مجز طويل الأمد لعشرين عام بالدولار الاميركي. وفي استثمار هام بلغت قيمته 594 مليون دولار اشترى بنك التجارة والصناعة الصيني ثاني أعلى أبراج اسطنبول ( تاور 205) الحائز على جائزة أوروبية عن أفضل مكتب وأفضل مبنى،

وتسعى الدولتان ايضاً بتعزيز التبادل التجاري بينهما من خلال تحقيق مكاسب مشتركة هامة في مجال السياحة، فقد ارتفع عدد السياح الصينيين في تركيا في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ويهدف البَلَدان إلى تحقيق هدف “مليون سائح صيني في تركيا”.

وفي هذا الصدد لا بد ان نشير الى ان الصين بدأت فعلاً التبادل التجاري مع تركيا وذلك عبر خط سكك حديد  باكو - تبليسي - قارص. 

وذكرت وسائل الإعلام الأذرية أن قطارا يحمل 44 حاوية محملة بـ 40 قدم من الجوز المجفف من شمال غرب الصين ووصل إلى ميناء باكو الدولي البحري. 

وسيتم تسليم الشحنة إلى مدينة مرسين في تركيا عبر خط السكك الحديدية باكو- تبليسي - قارص في الأيام القليلة المقبلة.

ويهدف خط  السكة الحديدية باكو - تبليسي - قارص الذي افتتح قبل عامين إلى توفير أقصر خط سكك حديدية بين أوروبا وآسيا، وإلى حمل 3 ملايين طن من الشحن في الأجل المتوسط ونحو 6.5 مليون طن على المدى الطويل، بحسب وزير النقل والبنية التحتية جاهد طورهان.

ولا ننسى انه وفي ظل الصعوبات التي مر بها الاقتصاد التركي قامت الصين بمد يد المساعدة لتركيا حيث أقرض مصرف حكوميّ صيني تركيا مبلغ 6¸3 مليار دولار عندما انخفضت قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي بشدة في عام 2018