تركيا تسجّل أقوى يونيو في تاريخ مبيعات العقار .. تعرّف على السبب !

"منذ أعوام، لم تحقق تركيا هذا الرقم من مبيعات العقارات خلال شهر يونيو، نفتخر بقطاع ينمو يوما تلو الآخر ويثبت مكانته في السوق الاقتصادية التركية ويتجاوز كل الامتحانات بنجاح، بل بتفوق  ".

كانت هذه كلمات وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيرق، لحظة كشفه أرقام مبيعات الوحدات السكنية خلال يونيو/ حزيران الماضي، والذي أكّد أنّها شهدت زيادة ملحوظة محققة رقماً قياسياً وصل إلى بيع أزيد من 190 ألفا و12 شقة سكنية .

وقال ألبيرق أنّ إحصاء مبيعات الشقق في تركيا خلال شهر  يونيو المنصرم أبان عن ارتفاع لافت في مبيعات الشقق السكنية حيث زادت نسبتها بـ 209.7 % مسجلة أعلى رقم في تاريخها خلال أشهر يونيو / حزيران للأعوام الأخيرة . 

وقد لعب الدعم المالي المقدم من الحكومة التركية للقطاع في ظل الخطة الاقتصادية لمجابهة جائحة كورونا حسب وزير الخزانة والمالية دورا فاعلا في إنعاش مبيعات العقارات وتنشيط مجال الإنشاءات الذي يحرّك ما يزيد عن 250 قطاعا فرعيا آخر.  

تملك عقار داخل تركيا هو محل اهتمام العديد من المستثمرين الأجانب و خاصة المستثمرين العرب. هذا الاهتمام منصب حول شقق للبيع في اسطنبول لان اسطنبول هي المدينة الأكثر زيارة من قبل السياح و هي واحدة من أكبر المدن التركية و خامس أكبر مدينة في العالم من ناحية عدد السكان.

إضافة إلى هذا،  اسطنبول هي مركز ثقافي، اقتصادي و مالي كبير في العالم. الموقع الاستراتيجي لهذه المدينة الذي يقع بين قارتي أوروبا وآسيا شجع المستثمرين على شراء عقارات اسطنبول و عقارات تركيا بصفة عامة.

حسب الاحصائيات الأخيرة، يتمتع العديد من المستثمرين الأجانب بتملك العقارات في تركيا هي كونها ذات أسعار معقولة مقارنة بأسعار السوق العقاري الأوروبي فعلى سبيل المثال شقة بغرفة نوم واحدة في الولايات المتحدة يصل سعرها الى نفس سعر فيلا بأربع غرف نوم في العديد من المدن التركية.

لماذا التهافت على شراء عقارات في تركيا ؟

صحيح أنّ مبيعات شهر يونيو كانت أغلبها موجهة للأتراك إلا أنّ تركيا ظلت طيلة العشر سنوات الأخيرة أرضا حاضنة للأجانب الراغبين في التملك العقاري خاصة الروس و العرب والإيرانيين والأفغان ، لولا أزمة كورونا التي أجّلت عمليات البيع إلى غاية استئناف الرحلات الجوية التي كانت معلّقة وعادت تدريجيا منذ مطلع شهر يونيو، ورغم كل فترة الانقطاع التي حالت دون قدوم المستثمرين الأجانب إلاّ أنّ نشاط قطاع العقارات في تركيا ظلّ مستمرا سواء بشراء عقارات أونلاين أو من مباشرة من طرف الأجانب المقيمين في تركيا الراغبين في توسيع استثماراتهم ومضاعفة رؤوس أموالهم.

نعم، على عكس جميع القطاعات الأخرى يعتبر قطاع العقارات من القطاعات القليلة الصامدة التي لا تتأثر بسهولة بالأزمات الاقتصادية والاجتماعية العابرة التي تمرّ بها الدول، وفي أزمة جائحة كورونا أثبت قطاع العقارات في تركيا أنّه أقوى مّما كان متوقعا بتحقيقه رقما قياسيا فاق السنوات الثمانية الأخيرة .

وتجتمع عدّة أسباب لقوة مبيعات العقارات التركية أهمّها:

•       المكانة الكبيرة التي يحظى بها قطاع العقارات في السوق العالمية والثقة الواسعة من قبل المستثمرين الأجانب في عروض للبيع شقق في تركيا .
•   الإقبال الكبير على المنازل المستقلة خلال هذه الفترة بسبب جائحة كورونا ورغبة العديد من العائلات العيش في أماكن منفصلة مراعاة للحجر الصحي الذي يعتمد على مبدأ التباعد الاجتماعي.
•   سرعة نمو الاقتصاد التركي وتنوعه ومنافسته في السوق مقارنة بالدول الأخرى .
•    كثرة المشاريع العقارية التي تسهر الدولة التركية على تشييدها وجاذبيتها والسمعة الجيدة لجودتها واحترام مواعيد تسليمها خاصة تلك التي هي قيد الإنشاء بضمان الحكومة التركية .
•  انخفاض تكاليف و أسعار شراء شقق في تركيا مقارنة بالعواصم الكبرى على غرار عواصم الدول الأوروبية .
•      انخفاض مستوى المعيشة حيث أنّ مصاريف العيش تعدّ الأخفض عالميا.
• انخفاض تكاليف شراء عقار في اسطنبول أو تركيا عموما سواء من حيث الأسعار أو الضرائب والرسوم.
•    تعتبر تركيا من أكثر الدول التي يكون العائد الاستثماري فيها مرتفعا ، حيث نجحت جميع تجارب شراء شقق في تركيا بغاية الاستثمار من قبل المستثمرين المحليين والاجانب على حدّ سواء .
•  تمتع تركيا بموقف جغرافي ممتاز وطبيعة ساحرة تجعل مبانيها مميزة عن غيرها في العالم.
•  احتواء تركيا على منشآت حيوية كبرى على غرار مطار اسطنبول الجديد الأكبر في العالم و قناة اسطنبول المائية وجسورها العملاقة ومدينتها التكنولوجية " تكنو بارك" وغيرها من المشاريع الضخمة.
•   تميز تركيا بطبيعة ساحرة ومناخا رائعا ما جعلها بلدا سياحيا بامتياز ، يتوافد عليه الملايين سنويا وبالتالي ترتفع فيه الحاجة للمنشآت الفندقية والمنازل السياحية وحفّز ذلك المستثمرين على شراء شقق في تركيا بغاية إعادة تأجيرها في المواسم السياحية حيث تشير الإحصائيات أنّهم تمكّنوا من تحقيق أرباح كبيرة في فترات وجيزة . 

وبهذا الرقم المسجل في شهر يونيو 2020 بخصوص شراء شقق للبيع في تركيا ، تكون البلاد قد أضافت إلى جعبتها رقما قياسيا جديدا ، في وقت تشهد فيه بلدان أخرى في العالم تقهقرا ملحوظا في قطاع العقارات وتراجعا قياسيا لمبيعاته تأثرا بتداعيات جائحة كورونا .