التحول الحضري في تركيا :ثورة احترازية في وجه كورونا !

Urban transformation in Turkey

 

شهدت تركيا خلال العشر سنوات الأخيرة ثورة عقارية لا مثيل لها في  العالم، حيث زادت نسبة تشييد المشاريع بالضعف، وتم إنشاء مدن ضخمة في مناطق كانت إلى الأمس القريب نائية ومغيّبة تماما عن الخريطة العمرانية، بالإضافة إلى تزويد مختلف أرجاء البلاد بشبكات للمواصلات وجسور وطرقات وسكك حديدية ضمن مخطط أسمته الحكومة بالتحول الحضري.

ومن بين المدن الجديدة التي أولتها الدولة التركية حيزا كبيرا ضمن استراتيجيتها التحولية، ما أطلقت عليه المدن الطبية خاصة في العاصمة الاقتصادية للبلاد " اسطنبول" حيث تم إنشاء عديد المدن الطبية على رأسها أكبر مدينة طبية في العالم " باشاك شهير" وبمجرد إطلاق هذا النوع من المشاريع الضرورية زاد التهافت من أجل شراء عقار في اسطنبول محاذي للمناطق الطبية نظرا لأهمية المنشآت العلاجية والصحية في حياة الإنسان.

وأصبح الأجانب الراغبين في شراء شقق في تركيا بدورهم يسألون بالدرجة الأولى عن المشاريع العقارية القريبة من المراكز الاستشفائية وعلى هذا الأساس صار تركيز شركات الإنشاءات التركية على بناء شقق اسطنبول للبيع قرب المباني الصحية والعيادات .

وككل المدن الطبية في العالم، كان الهدف الجوهري في البداية من تشييدها في تركيا وباسطنبول خصوصا هو توسيع قدرة استيعاب المرضى وتوفير فرص أكبر للتداوي والعلاج في أريحية، لكن بعد ظهور وباء كورونا وتفشيه في العالم أجمع وجدت تركيا في المدن الطبية قلاعا متينا لمحاصرة المرض وحماية الأتراك والمقيمين على أرضها من مضاعفات الفيروس المستجد القاتل نظرا لحجم التجهيزات التي تحظى بها المدن الطبية المشيدة حديثا في اسطنبول.

وتمتلك المدن الطبية التي تنتشر على أطرافها عديد شقق اسطنبول للبيع والمشاريع الملائمة لـ كيفية الحصول على الجنسية التركية ، تمتلك بنية تحتية مميزة مزودة بأكبر عدد من الأسرّة ذات التقنية والجودة العالية.

وقامت هذه المدن الطبية التي أنشأت في إطار التحول الحضري باسطنبول منذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، قامت بدور محوري بارز ونشيط في محاصرة الوباء ومنع انتشاره بالتكفل بعديد المصابين وتقديم أقصى الخدمات العلاجية اللازمة للمرضى.

وتتميز المدن الطبية بكونها تقدم خدمات ذات جودة عالية لها قدرة توفير الحلول لأعقد الأزمات الصحية من خلال إمكانيات كبيرة تؤدي المهمة في ظرف وجيز .

وأنشأت تركيا إلى غاية كتابة هذا المقال مدينتين طبيتين، بينما ستدخل المدينة الطبية الثالثة حيز الخدمة في شهر مايو/ أيار 2020، ويجري إنجاز المدينة الرابعة بمعايير عالمية مميزة.

وتحمل كل مدينة طبية تسهم حاليا في مهمة منع انتشار وباء كورونا، إسما يخلد ذكرى معينة:

·       مدينة قرطل لطفي قردار الطبية: تم بناء المدينة التي تسع 1105 سريرا نتيجة اتفاقية تعاون بين كل من وزارة الصحة التركية وسلطات ولاية اسطنبول حيث تم افتتاحها في شهر مارس / آذار من العام 2019 .

·       مدينة الدكتور جميل طاشجي الطبية: تم إطلاق اسم الدكتور جميل طاشجي أوغلو على المدينة الطبية التي أعلن افتتاحها الرئيس طيب رجب أردوغان في 30 آذار 2020 وجاءت التسمية تخليدا لأول دكتور فقد حياته في تركيا وهو يؤدي واجبه المهني والإنساني أثناء معالجته مرضى فيروس كورونا .

·       مدينة باشاك شهير ـ إيكي تللي الطبية: وهي المدينة الطبية الثالثة في اسطنبول والأكبر عالميا حيث تبلغ مساحتها مليون متر مربع ويجري افتتاحها في شهر أبريل / نيسان 2020 بطاقة استيعابية تسع 2682 سريرا و 456 وحدة للعناية المركزة متوزعة عبر 8 مستشفيات مختلفة و708 عيادة علاجية متخصصة و90 غرفة عمليات بمعايير عالمية ، ناهيك عن تجهيز المدينة الطبية بعوازل مقاومة لكل أنواع الأنشطة الزلزالية ما يضمن الخدمة الطبية حتّى في وقت حدوث الزلازل والهزات الأرضية .

ومن المنتظر أن تشرع المدينة الطبية باشاك شهير في العمل بكافة طاقمها الطبي شهر مايو/ أيار المقبل .

يمكنكم القراءة أكثر حول المدينة الطبية باشاك شهير ومميزات شراء عقار في اسطنبول أو تملك شقق اسطنبول للبيع بمحاذاة المدينة الطبية باشاك شهير بالضغط هنا. 

·       مدينة كوزتبيه الطبية: وهي المدينة الطبية الرابعة التي يجري العمل من أجل إنشائها حيث ستكون واحدة من أكبر المدن الطبية التي تحتوي أحدث المستشفيات في تركيا ، إذ من المنتظر أن تسع طاقتها الاستيعابية في المرحلة الأولى من إطلاقها 597 سريرا و27 غرفة عمليات و91 سريرا للعناية المركزة وذلك بحلول شهر سبتمبر / أيلول 2020.

كما ستضم المدينة الطبية كوزتبيه 224 عيادة متخصصة و186 غرفة منفردة و 160 غرفة مزدوجة بالإضافة إلى تشييدها بنظام أمني مضاد للزلازل يتكون من 385 عازلا زلزاليا يمنع توقف الأنشطة التشغيلية للمستشفيات أثناء وقوع هزات أرضية كما أنّه يحدّ من الأضرار الناجمة عن ذلك.

لقد أبانت المدن الطبية المشيّدة في تركيا مرّة أخرى أنّ ثورة البناء التي أطلقتها الحكومة وراهنت عليها أتت أكلها في وقت الأزمات وكانت تدابير احترازية قوية ضد الصدمات الصحية قبل أن تكون مستشفيات للعلاج اليومي أو التكفل الطبي الروتيني.

ويرى العارفون بشؤون العقارات أنّ شراء شقق في تركيا بالقرب من المنشآت الصحية يعدّ مكسبا للمستثمر وأفضل طريق لمضاعفة الأموال نظرا لارتفاع أسعار العقارات القريبة من المراكز الاستشفائية بسبب تزايد الطلب المستمرّ عليها.