العلاقات التركية القطرية.. استثمار متين جاوز 23 مليار دولار

"بيننا شراكة وثيقة وتنسيق مستمرّ حيال مختلف أوجه التعاون الثنائي والإقليمي والدّولي" 

تغريدة على موقع تويتر لخّص من خلالها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني العلاقات القويّة التي تجمع بلاده بتركيا وذلك أعقاب لقاء وصفه بالبنّاء جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو بالعاصمة التركية أنقرة حيث تم استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها كما تمّ مناقشة مستجدّات عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الإقليمية والدولية. 

ونقل " آل ثاني" الذي يجري زيارة رسمية إلى تركيا تمنيات أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للشعب التركي بتحقيق مزيد من التقدّم والازدهار والتطور على جميع الأصعدة .

تركيا وقطر.. قفزة استثمارية بالأرقام 

انعكس التناغم السياسي الذي لا غبار عليه بين تركيا و قطر إيجابا على مستوى العلاقات الاقتصادية التي قفزت إلى أعلى مستوياتها في السنوات الأخيرة، حيث أنّ الاختبارات الصعبة التي امتحن بها البلدين سواء بمحاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016 وافتعال أزمة هبوط قيمة الليرة التركية تحت تأثير عقوبات أمريكية قبل سنتين أو الحصار المفروض على قطر من قبل عديد الدول، ساهمت بشكل كبير في متانة وصلابة الروابط، بل أثبتت نجاح الدولتين في تجاوز الصعاب وأعطت نفسا جديدا للعلاقات بين أنقرة والدوحة يتبيّن من خلال حجم الاستثمارات واتفاقيات الشراكة والمبادلات التجارية. 

ويتفرّع الاستثمار بين قطر وتركيا إلى عدة مجالات أهمّها: 

استثمار عقاري قوي : 

تعتبر تركيا حسب آخر دراسة أجراها البنك التجاري القطري أفضل مكان والوجهة الأولى بالنسبة للقطريين الذين يشترون عقارا خارج بلادهم. دراسة تتجسّد فعلا على أرض الواقع حيث أضحت تركيا خلال السنوات الأخيرة من أكثر الدول استقطابا لرأس المال القطري في قطاع العقار بقيمة جاوزت 7 مليار دولار سنة 2018 ، إذ وجد رجال الأعمال القطريين في تركيا المكان الآمن والأكثر تسهيلا من ناحية الإجراءات لتطوير استثماراتهم. 

وارتفع حجم الاستثمار في المجال العقاري بشكل لافت، حيث زادت قيمة المبيعات العقارية لصالح المستثمرين القطريين من 44 مليون دولار أمريكي سنة 2017 إلى نحو 300 مليون دولار أمريكي مطلع سنة 2019 أي بزيادة قدرها 570 بالمائة في ظرف 14 شهرا .

وبلغ عدد العقارات التي اشتراها القطريون خلال سنة 2018 مثلا 764 عقارا من مختلف الأنواع خاصة الشقق السكنية في المجمعات الحديثة تليها الفلل والقصور ثم الأراضي فالعقارات التجارية وهنا يتهافت القطريون على شراء المطاعم بشكل كبير. 

وستكون قطر من أهمّ المستثمرين في مشروع قناة اسطنبول الإستراتيجي الذي أعلن عنه الرئيس أردوغان واعتبره ثروة اقتصادية وعقارية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. 

ويتوقع خبراء في الاقتصاد التركي أن يتوسع التعاون القطري التركي في مجال البناء والتشييد خاصة مع انتعاش الإنشاءات في قطر بسبب الاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022.

وحسب إحصائيات اتحاد المقاولين الأتراك تولّت الشركات التركية إنجاز 128 مشروعاً بقيمة 14.1 مليار دولار في قطر منذ سنة 2000 إلى غاية نهاية سنة 2017.

تبادل تجاري فوق العادة 

وقّعت أنقرة والدوحة أزيد من 55 إتفاقية تعاون منذ تأسيس اللجنة الاستراتيجية المشتركة بين البلدين سنة 2014 أغلبها في المجال الاقتصادي التجاري. 

ووصل مجموع الاستثمارات القطرية المباشرة في تركيا إلى 23 مليار دولار أمريكي بزيادة قاربت ستين ضعفا خلال السنوات القليلة الماضية.

وارتفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين في أواخر سنة 2018 إلى  2.28 مليار دولار حيث قدّرت قيمة الصادرات التركية لقطر بـ 1.1 مليار دولار، فيما زادت الصادرات القطرية لتركيا إلى 335 مليون دولار يضاف لهما عوائد السياحة حيث تعتبر تركيا وجهة القطريين المفضّلة منذ سنة 2017 .

وتنشط في قطر حوالي 500 شركة تركية بينها حوالي 242 شركة ممولة برأس مال قطري تركي و26 شركة ذات رأس مال تركي صافٍ 100 بالمائة أي باستثمار قدره 16 مليار دولار.

ووصل السقف الإجمالي لاتفاق مبادلة العملة بين بنكي تركيا وقطر المركزيين إلى ما يعادل 5 مليارات دولار من الليرة والريال.

أنقرة والدوحة.. جسر للتعاون العسكري

بدأ التعاون العسكري بين قطر وتركيا سنة 2017 حيث تمّ توقيع اتفاقية للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

وتعمّقت العلاقات على المستوى العسكري عقب اندلاع الأزمة الخليجية سنة 2017  بدخول اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد مصادقة البرلمان التركي عليها حيث تمّ إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر وتنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة .

وتكّثّف حجم التعاون بشراء القوات المسلحة القطرية من شركة "بي إم سي" التركية للصناعات العسكرية 85 سيارة مدرعة، منها 50 من طراز "كيربي" و35 من طراز "أمازون" .

وعموما أعطت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لأنقرة في أغسطس 2018 دفعا قويا ودافقا للعلاقات بين البلدين حيث أعلن وقتها حزمة من المشاريع الاستثمارية في تركيا بقيمة 15 مليار دولار .