السياحة في تركيا.. لليخوت التركية مهمة جديدة في زمن كورونا

اليخوت التركية

إذا لم تكن قد زرت تركيا من قبل فإنّنا ندعوك للتجول فيها من خلال هذا المقال والتمتع برحلة مختلفة في واحدة من أشهر وسائل النقل رفاهية ومتعة وأكثرها طلبا على وجه الاطلاق من طرف السياح المحليين والأجانب خاصة في فصل الصيف . 

اليخت، هذه الوسيلة التي كانت تستعمل لأغراض سياحية بحتة، لكن وبعد أن ألقت الجائحة بظلالها على كل مناحي الحياة و بالدرجة الأولى السياحة تغّيرت خطط النظام العالمي ككل، وبحثت الحكومات في مختلف الدول عن البديل وحتى الأشخاص بحد ذاتهم توجهوا إلى سلوكيات مغايرة بعد أن فرض الحجر الصحي عادات جديدة تختلف كثيرا عن حياة ما قبل كورونا. 

وبحلول موسم الاصطياف وارتفاع درجة الحرارة، وجد مالكو اليخوت الذين يقطنون مختلف المدن الساحلية في يخوتهم الملجأ لقضاء فترة الحجر الصحي وسط عرض البحر حيث تتوفر على كل ضروريات العيش والراحة والرفاهية. 

  نماذج عن الحجر الصحي داخل يخوت الولايات الساحلية في تركيا

لقد شهدت عديد الشواطئ مع بداية ارتفاع درجات الحرارة في تركيا انطلاق اليخوت نحو رحلاتها " الحجرية" والسياحية في الوقت نفسه، على غرار مرسى اليخوت في منطقة " جشمه" على سواحل ولاية ازمير في الغرب التركي ، حيث تضاعفت أعداد اليخوت التي توجه أصحابها إلى الحجر المنزلي الطوعي برفقة أفراد أسرتهم لقضاء حجر مميز له أن يريح النفسية بعيدا عن ضغط انتشار وباء كورونا ومراعاة للنصائح المكثفة التي تدعو إلى التباعد  الاجتماعي.

ولقد أسهمت العزلة عن البشر وعدم الاختلاط في الشوارع والأماكن المزدحمة التي لها أن تسبب  عدوى كوفيد ـ 19 في تشجيع أصحاب اليخوت للإقدام على خطوة قضاء الحجر الصحي في أحضان البحر الذي يؤمن أجواء التباعد الاجتماعي بحذافيره.

وبالحديث عن مدينة "جشمة" الساحلية المطلة على سحر بحر إيجة ذي المنتجعات الفاخرة والشواطئ الخلابة التي يبلغ طولها 50 كيلومترا و تعد قلبا نابضا لعشاق ممارسة الرياضات المائية، يروي أصحاب اليخوت تجربتهم في الحجر " اليختي" بالقول: 

باريش من ولاية "إزمير": " لم أكن أتوقع أنّ العالم سيتغيّر بهذه الطريقة أبدا، لكن بقدر الخوف الذي عشته أنا وعائلتي في الأيام الأولى لانتشار الوباء بقدر ما وجدنا في يختنا الصغير الراحة التي كنا نبحث عنها منذ زمن، فلولا توقف العمل بالمكاتب بسبب كورونا لم أكن لأفكّر أبدا في قضاء جو رائع كالذي أقضيه مع عائلتي في الوقت الراهن.. أحيانا  أقول بيني وبين نفسي شكرا كورونا فقد جعلتني أستمتع بجمال إزمير الخلاب فوق زرقة البحر الساحر" . 

عمر من ولاية "موش" مقيم في "اسطنبول" : " بمجرد أن أغلقت المرافق العامة في إسطنبول بابها، فتحت باب يختي الذي كنت نادرا ما استعمله، كان ذلك أحسن خيار فعلته في زمن كورونا، جنّبت نفسي الاختلاط ، وعزلتها في أجمل مكان يمكن أن يريح نفسيتي، كانت فعلا أياما رائعة، فقد شعرت أني قضيت موسم الاصطياف في فصل الربيع بدل فصل الصيف " . 

وبالإضافة إلى شهادات مواطنين أتراك ينتظر الكثير من ملاك اليخوت الأوروبية الفاخرة، إعادة فتح الحدود البحرية من أجل الرسو في شواطئ تركيا الرائعة، خاصة بعد أن تمكنت البلاد من كبح جماح الفيروس المستجد والتعافي منه بسرعة فاقت جميع نظيراتها في البحر الأبيض المتوسط. 

وتشير الإحصائيات إلى رسو ما يفوق 3500 يخت أجنبي العام الماضي على السواحل التركية، بينها 6 % من اليخوت الضخمة التي يملكها أثرياء أوروبا والتي تنفق خلال فترة رسوها بتركيا لمدة 3 أشهر ما مقداره 25 مليون يورو أي في حدود 194 مليون ليرة تركية .

وقد أكّد القائمون على تصنيع اليخوت أنّ الطلب المحلي على القوارب واليخوت زاد بشكل لافت منذ بدء جائحة كورونا، حيث أنّ التوجه العام تحوّل نحو كل الوسائل التي توفّر الاستقلالية والعزلة وتجنب كل ما يتميز بالاختلاط على غرار الفنادق  والسفن السياحية. 

وختاما، تجدر الإشارة إلى أنّ الموسم السياحي في تركيا انطلق نهاية مايو/ أيار المنصرم مع إجراءات تراعي التباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية سواء في الفنادق أو الأماكن المختلطة وذلك لضمان الحق في السياحة وفي نفس الوقت المحافظة على الصحة العامة بعد تسجيل انخفاض ملحوظ في أعداد الإصابات اليومية وتحكم كبير في علاج الوباء الذي انتشر في العالم بأسره.