أين قضى المسلمون الأجانب عطلة الأضحى في تركيا ؟
رغم أنّ العيد هذا العام مرّ بحج محدود، وزيارات طالها الحذر خشية على الأحباب وحرصا على سلامتهم الصحية إلاّ أنّ تركيا الزاهية طول العام، رفضت ارتداء ثوب الحزن، وكانت شوارعها مبتهجة بأصوات المارة وضحكات الأطفال الذين راعوا ارتداء الكمامة واحترموا بينهم مسافة الأمان .
وعلى غرار المنتزهات والحدائق العامة والمولات شهدت مدن بحد ذاتها توافدا قياسيا للزوار خلال أيام العيد ، نظرا لاحتوائها على اجمل الاماكن السياحية في تركيا ، ومن بين تلك المدن نجد:
دوزجه .. لؤلؤة الأسود تتزين بجولات عشاقها
تقع ولاية دوزجه في الشمال الغربي لتركيا حيث لا تبعد كثيرا عن مدينتي أنقرة واسطنبول وهو ما جعلها تكتسب صيتا واسعا وسط السياح الذين يأتونها زوارا من كل حدب وصوب.
وبعطلة الأضحى التي دامت أربعة أيام في تركيا، تحولت دوزجه لؤلؤة منطقة غرب البحر الأسود إلى قبلة لعديد الراغبين في قضاء فترة العيد وسط كنف الهدوء والطبيعة الخلابة .
وقد أضاف الموقع الجغرافي الجذاب لدوزجه وإطلالتها الساحرة على البحر الأسود لمسة خاصة لشواطئتها الذهبية في مقدمتها شواطئ أقجة قوجة التي شهدت تهاطل الزوار المتعطشين للاستمتاع بأشعة الشمس خاصة أنّ أسعار التعطيل فيها منخفضة مقارنة بباقي المناطق السياحية في تركيا .
وعرفت دوزجه عروس شمال الأناضول توافد السياح من كل المناطق المجاورة على غرار اسطنبول، العاصمة أنقرة وبورصة الخضراء، حيث أتوا للاستمتاع بتنوع مراكزها ومدنها السياحية التي تمزج العراقة بالجمال وهذا ما جعلها على طول السنوات الماضية وجهة للملايين من السياح العرب والأجانب خاصة أنها لا تبعد عن اسطنبول سوى 215 كيلومترا فيما يتجاوز عدد سكانها 60 ألف نسمة.
وتمتاز دوزجه مقارنة بباقي المدن التركية بجمال لا يوصف، ففيها تمتد سهول ومراع خضراء وتنتشر بها عديد الهضاب، أشهرها هضبة "كاردوس" وهضبة "بورنالي"، وتكسو جبال دوزجه عديد الأشجار خاصة شجرة البندق ومختلف أنواع الفواكه، فيما تشق الأنهار والينابيع قلب مدينة دوزجه وتحيط بأطرافها شواطئ البحر الأسود، ما جعل طقسها من بين أجمل المناخات في تركيا نظرا لاعتداله وانعاشه للروح خاصة أنها تتميز بارتفاعها عن سطح البحر الأسود مع احتوائها على عديد الأنواع من الحيوانات والطيور المهاجرة والنباتات النادرة التي تجاوز عمرها ستة قرون .
ومثل ما ذكرنا يوجد بدوزجه عديد الغابات والمرتفعات التي تتخللها شلالات ساحرة تتدفق من أعالي الجبال مثل شلال " سمندرا ، و قوزال درا " حيث يشكلون مقصدا محببا لمحبي المغامرات ومتسلقي الدروب الوعرة التي تنتهي بأكواخ للمبيت ومطاعم للأكل ودكاكين تقليدية لشراء جميع المستلزمات .
ويقترن اسم مدينة "دوزجه" برياضة التجديف بالقوارب المطاطية في نهر "ملان" والتي تعد الأسرع نموا في العالم ، كما أنها تمتاز بطابعها الملائم للتخييم والمناسب لمحبي المغامرات المائية وهواة التقاط الصور في أحضان الطبيعة.
ويجد السائح في دوزجه عديد الفنادق السياحية ذات التصاميم الرائعة بالإضافة إلى كونها مزودة بجميع وسائل الراحة والرفاهية والاستجمام من أجل قضاء عطلة هادئة .
حديقة أبانت.. للطبيعة العذراء نصيب من احتفالات الأضحى
بدورها عرفت حديقة أبانت الواقعة بمدينة بولو الساحرة شمال غرب تركيا إقبالا مكثفا أيام عطلة عيد الأضحى المبارك ، سواء من طرف الأتراك أو الأجانب العرب والمسلمين الذين جاؤوا للاستمتاع بالمناظر الخلابة، وتنظيم جلسات شواء في أحضان الطبيعة الغناء.
وامتلأت فنادق أبانت الواقعة بين اسطنبول وأنقرة عن آخرها بالسياح فيما عجّت الطرقات المؤدية لها بعديد المركبات التي انتظرت في طوابير طويلة دورها للوصول إلى بحيرة ومنتزه أبانت .
وقضى سياح الأضحى وقتهم في ممارسة عديد النشاطات على غرار المشي، التجول وصيد الأسماك من البحيرة المبهرة.
كان أضحى مميزا هو الذي قضاه الأتراك والأجانب المقيمين أو هؤلاء الذين أتوا سياحا بمجرد عودة الطيران، في تركيا، هذا البلد الخلاب الذي يتمتع بـ اجمل المناطق السياحية التي يجد الزوار فيها ضالتهم خاصة في ظل مراعاة التدابير الوقائية حيث كان تطبيق برنامج السياحة الآمنة في تركيا ناجحا جدا أين راعى الجميع أشخاص ومنشآت جميع تدابير السلامة بارتداء الكمامات واحترام قواعد التباعد الاجتماعي.