هل تصدّ أسعار العقارات في تركيا رياح الأزمات العابرة ؟
لم تكن المرة الأولى ودون شك لن تكون الأخيرة التي يواجه فيها قطاع العقارات في تركيا صدمات ناجمة عن أزمات تعرفها قطاعات اقتصادية، اجتماعية وسياسية ذات صلة وطيدة به.
ولقد أثبت قطاع العقارات وبيع شقق في تركيا أنّه قادر على تجاوز عديد الأزمات التي مرت بها البلاد، فهو الذي صمد ذات 2016 في وجه محاولة الانقلاب الفاشل وأيضا تمكّن من تحدّي أزمة هبوط سعر صرف الليرة سنة 2018 ، وأزمات أخرى وصولا إلى جائحة كورونا التي أبان فيها على أنّه أقوى القطاعات التي حافظت على استمرارية نشاطها بتسجيله مطلع سنة 2020 أفضل أداء خلال 8 سنوات.
كما سجلت مبيعات العقارات أونلاين رقما لابأس به خلال شهر مارس 2020 في دليل ملموس آخر على تحدي معاملات شراء العقارات في تركيا للآثار السلبية ومخلّفات فيروس كورونا المستجد.
من جهتها عرفت أسعار العقارات في تركيا 2020 ارتفاعا خلال أوّل شهرين من السنة الجارية، ارتفاع سجّلته بالدرجة الأولى تلك المناطق العقارية الواعدة على غرار بيليك دوزو، أسنيورت، باشاك شهير وزيتون بورنو، إلاّ أنّه ارتفاع سرعان ما بدأ بالانخفاض مع تنامي تفشي وباء كورونا في دلالة أخرى على مرونة القطاع .
و شهدت في هذ الصدد أي تزامنا مع جائحة كورونا، أسعار البيوت في تركيا وبالتحديد المنازل المنفصلة انخفاضا نسبيا ما أدّى إلى إقبال قياسي من طرف العملاء الباحثين عن الاستقلالية المناسبة لتدابير الحجر المنزلي الذي يعتمد على مبدأ التباعد الاجتماعي.
وقدّمت بدورها مختلف شركات الإنشاءات التركية عروضا استثنائية وتخفيضات قياسية على أسعار الشقق في تركيا و أسعار البيوت في تركيا بمختلف أنواعها حيث وصلت نسبة الحسومات إلى 40 % في بعض الأحيان مع تقديم تحفيزات ممتازة للمستثمرين الذين يباشرون إجراء شراء العقارات أونلاين.
ما هي العوامل المؤثرة على أسعار العقارات في تركيا ؟
من الطبيعي جدا، أن تلعب العوامل المتعلّقة بالعقار نفسه دورا كبيرا في تحديد أسعار الشقق في تركيا وهنا نقصد جودة مواد البناء، فخامة الإكساء والتشطيبات، عمر البناء وغيرها .
لكن العوامل المؤثرة على تحديد أسعار البيوت في تركيا لا تتوقف عن مجرّد عوامل ذاتية بل هناك عوامل أخرى لعبت دورا فاعلا وأساسا في ضبط قيمة أسعار العقارات في تركيا وهي تلك المتعلقة بالبنية التحتية بمفهومها الشامل للطرقات، الجسور، الموارد المائية ، الصرف الصحي، شبكات الكهرباء، الطاقة، الاتصالات، المواصلات ، المنشآت الحيوية وغيرها من المشاريع التي أثبتت تركيا أنّها قطعت فيها أشواطا بعيدة مثل القناة المائية والجسر الثالث ومطار إسطنبول الجديد ومختلف أنفاق المترو ..
وعموما أصبحت أسعار العقارات في تركيا ترتبط ارتباطا وثيقا بـ :
· مدى تطور البنية التحتية وقوتها .
· تحيين التشريعات العقارية وتلاؤمها استثماريا ومصرفيا مع رغبات العملاء.
· استمرار دعم الحكومة التركية بقوة للمستثمر الأجنبي.
· تزايد التعداد السكاني في تركيا والذي فاق 83 مليون نسمة .
· التحفيزات التي قدمتها الحكومة التركية للراغبين في شراء عقارات بغرض الحصول على الجنسية التركية .
· التدفق المليوني سنويا للسياح على تركيا باعتبارها من أقوى وأجذب الوجهات السياحية في العالم.
· الدعم الذي يقدمه القطاع العقاري للاقتصاد التركي حيث أسهم مثلا هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار للأجانب المقبلين على شراء شقق في تركيا في تحقيق عدة مزايا سواء في الانفاق الاستهلاكي أو الانتاجي فمن كان مثلا يقوم بشراء عقار بالأمس بـ 400 ألف ليرة مقابل 100 ألف دولار يمكنه اليوم شراؤه مقابل 70 ألف دولار فقط .
· تنامي عدد مشاريع التجديد الحضري التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار العقارات في تركيا .
وبهذا تكون أسعار العقارات التركية قد أثبتت أنّها قادرة على صد رياح مختلف الأزمات بتحقيق أرقام قياسية مع كلّ أزمة عابرة مهما كان نوعها وحجم تأثيرها على جوانب الحياة.