أفضل الاستثمارات المناسبة لـ " تملك السعوديين في تركيا " !

تملك السعوديين في تركيا

مواجها كل التحديات والعواقب التي تعترض طريقه، يسير الاستثمار العقاري السعودي في تركيا نحو الأفق والمراتب الأولى في قائمة مبيعات عقارات تركيا خاصة في السنوات الأخيرة التي زاد فيها طلب رجال الأعمال السعوديين على شراء شقق للبيع في تركيا لعدة أغراض أبرزها الاستثمار الاقتصادي في القطاع .  

فما هي نوع العقارات التي يقبل عليها السعوديون في تركيا، وما نسبة شراء العقارات التركية وما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت بالسعوديين إلى اختيار تركيا بلدا للاستثمار العقاري بدل عواصم العالم الأخرى وما هي النجاحات التي حقّقوها في المجال ؟  

 

السعوديون و شراء عقارات تركيا .. بلغة الأرقام  

 

قبل التفصيل في حجم تملك السعوديين للعقارات في تركيا يجب التنويه إلى أنّ حجم التبادل التجاري بين أنقرة والرياض تجاوز 50 مليون دولار أمريكي خلال آخر 10 سنوات، كما أنّ عدد الشركات السعودية المستثمرة في تركيا والمهتمين بالقطاع العقاري فاق 250 شركة داعمة لعملية شراء عقارات في تركيا من قبل السعوديين بين أزيد من 1000 شركة عقارية أجنبية ناشطة على الساحة التركية.

وأسهم هذا النشاط المتنامي لشركات العقار السعودية داخل الأراضي التركية على تشجيع الاستثمار العقاري في تركيا من طرف رجال الأعمال السعوديين ورفعه لما يفوق ربع حجم الاستثمارات الكلية . 

ومثل ما ذكرنا في أعلى المقال فإنّ السعوديين حافظوا على وجودهم ضمن المراتب الأولى في قائمة أكثر الجنسيات شراءً لـ "شقق للبيع في تركيا "، حيث احتلّوا على مدار السنوات الأخيرة المرتبة الثانية عربيا بعد العراق من حيث التملك العقاري في تركيا  . 

وبالعودة إلى بعض الإحصائيات نجد أنّ نسبة تملك السعوديين في تركيا زادت بين سنتي 2016 ومطلع 2019 بنسبة فاقت 120 % بشراء ما يتجاوز مليون متر مربع من العقارات المختلفة .  

وأثرت بعض الأحداث السياسية على غرار مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقي في مقر القنصلية السعودية باسطنبول على منحى الشراء حيث شهد تملك السعوديين للعقارات في تركيا تراجعا طفيفا، إلاّ أنّ الأمر لم يمنع عديد المستثمري السعوديين من إتمام خططهم في الإقبال على شقق اسطنبول للبيع أو بقية المدن الأخرى، حيث اشترى السعوديون أزيد من 1672 عقارا في مختلف أرجاء تركيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2019  محتلين بذلك المرتبة الرابعة في قائمة مبيعات العقارات للأجانب والثانية عربيا بعد العراق مثلما سلف ذكره .  

وتجدر الإشارة إلى أنّ تملك الخليجيين للعقارات في تركيا فاق 30 % من إجمالي التملك الأجنبي ونالت السعودية حصة الأسد بين دول الخليج العربي لعدة أسباب نفصّل فيها في الفقرة أدناه .  

 

لماذا يقبل السعوديون بقوة على شراء عقارات في تركيا ؟  

يقبل السعوديون " رجال أعمال، مستثمرون ومواطنون عاديون " على شراء عقارات في تركيا لأسباب نذكر بينها: 

  • يختصر الكثير العلاقات الدبلوماسية بين البلدان في مجرد علاقات سياسية قد تشوبها بعض التوترات الناجمة عن اختلاف الرؤى بخصوص عديد القضايا، لكن الخبراء المختصين في تحليل مدى عمق ومتانة العلاقات بين البلدان، هم هؤلاء الذين يقيسونها من حيث الروابط الاقتصادية ومدى التبادل الجاري، لسان حال العلاقات التركية السعودية التي يبلغ حجم المبادلات التجارية بينهما سنويا ما يفوق 8 مليار دولار أمريكي مع أهداف لبلوغ 10 مليار دولار ضمن رؤية تركيا 2023 التي تتوافق حولها أنقرة والرياض بشكل كبير  . 
  • وجدت السعودية في تركيا بديلا لأسواق الشرق الأوسط التي تشهد انهيارا عاما تلو الآخر لعدة أسباب متعلقة خاصة بالجانب الأمني والاقتصادي لسان حال مصر ولبنان وبالتالي أصبحت تركيا القريبة جغرافيا من السعودية ملاذا آمنا للاستثمار العقاري . 
  • النمو الكبير في الاقتصاد التركي الذي يسير بخطى ثابتة لحجز مكانته ضمن نادي العشرة الكبار وقدرة تركيا الفائقة في التعامل مع الأزمات العابرة على غرار انهيار العملة سنة 2018 و التحكم في تفشي وباء كورونا ، ما دفع بالسعوديين إلى اختيارها أرضا مناسبة لاستثمارات آمنة وطويلة المدى. 
  • أطلقت تركيا على مدار العشر سنوات الأخيرة حزمة من التشريعات العقارية التي سهّلت بشكل كبير تملك الأجانب في تركيا خاصة قانون إلغاء المعاملة بالمثل سنة 2012 الذي اعتبر ثورة عقارية ليتبعه الحصول على الجنسية التركية مقابل تملك عقار ثم خفض قيمة الاستثمار العقاري المناسب لـ " الحصول على الجواز التركي " إلى 250 ألف دولار أمريكي بدل مليون دولار. 
  • التحفيزات الكبيرة التي قدمتها الحكومات التركية المتعاقبة للمستثمرين الأجانب الراغبين في شراء عقارات في تركيا على غرار تخفيض الرسوم الضريبية ، منح الإقامة العقارية لمالك العقار وأفراد عائلته، الخصومات الكبيرة في أسعار العقارات في تركيا ، الضمان الحكومي للمشاريع العقارية ، تسعير العقارت في تركيا بالليرة وهو ما يستفيد منه الأجنبي أثناء تحويل العملة الصعبة .
  • الخطط العمرانية الضخمة في تركيا على غرار البنى التحتية القوية و المنشآت الحيوية الكبرى مثل مطار اسطنبول الثالث و القناة المائية ووادي الحياة .
  • توفر عديد المناطق العقارية الواعدة في تركيا والتي أثبتت تجارب تملك السعوديين فيها نجاحا باهرا بعد انقضاء سنوات قليلة من شراء العقارات التي تم استغلالها غالبا في الاستثمار السياحي والتجاري . 
  • وجد معظم المستثمرين السعوديين في تركيا محفظة آمنة لأموالهم بعيدا عن تقلبات أسعار الصرف . 

وفي الختام جدير بالذكر أنّ السعوديين يقبلون بشكل متفاوت على مختلف أنواع العقارات في تركيا إلا أنّ الفلل والقصور تتصدّر قائمة خياراتهم المفضلة، تليها الأراضي ثم المكاتب التجارية و الشقق السياحية وصولا إلى الشقق السكنية بدرجة أقل .