"تكنوبارك" اسطنبول.. مدينة التكنولوجيا ومنصة الأبحاث الكبرى

تواصل تركيا التي شيّدت عبر مر التاريخ مدنا معمارية عريقة ومدنا أثرية وأخرى ثقافية أبهرت من خلالها العالم فتحوّلت إلى أكبر مزار للسياح والراغبين في العيش والتملك العقاري بها، تواصل نهضتها قدما حيث أقامت في السنوات السبع الأخيرة واحدة من أهم المدن التكنولوجية على الصعيد الدولي مدينة " تكنو بارك اسطنبول" التي تعتبر أضخم مجمع تكنولوجي في كل من تركيا والقارة الأوروبية أثر إيجابا على سمعة تركيا ومكانتها وحرّك عديد القطاعات الاقتصادية فيها بينها سوق العقارات حيث زاد الطلب على شقق اسطنبول للبيع والإقبال على كل عروض عقارات في تركيا للبيع والاستثمار .

" تكنوبارك" إسطنبول .. كيف كانت الانطلاقة ؟

يعود إطلاق مشروع المدينة التكنولوجية "تكنوبارك" التي تحوي معاملا للبحوث والتطوير لنحو 1000 شركة تكنولوجية تركية وأجنبية إلى شهر أغسطس من عام 2013 أين كانت بداية المرحلة الأولى للمشروع الذي يقع في الشق الأسيوي لمقاطعة اسطنبول .

وقد تم خلال المرحلة الأولى لإطلاق المشروع حجز كامل من قبل مئات الشركات التركية وعشرات أخرى أجنبية لهذه المنشأة ذات التقنية العالية .

وتجري عملية تطوير " تكنوبارك" إسطنبول على يد مستشار الصناعات الدفاعية SSM وغرفة تجارة إسطنبول ITO وعديد المشاركات الأكاديمية من طرف باحثي مختلف الجامعات التكنولوجية في إسطنبول.

وقد أسهمت الإعفاءات الضريبية والتكاليف التشغيلية المنخفضة بموجب التحفيزات الاستثمارية المقدمة من طرف الحكومة التركية في إقبال وحجز عديد الشركات مكانا لها ضمن المدينة التكنولوجية يضاف إلى ذلك الموقع الاستراتيجي لتكنوبارك التي تقع قرب المطار الدولي في الجانب الأسيوي لاسطنبول " مطار صبيحة كوكجن" المجاور للعديد من الطرقات البرية والبحرية الرئيسية والمنشآت التحتية التي تشكل نقطة جذب للمستثمرين الذين من شأنهم الاستفادة الكلية من المزايا المرافقة ذلك خاصة في قطاع العقارات وهنا انتهز العديد من المستثمرين فرصة شراء عقار في اسطنبول .

وتقدر القيمة الإجمالية لمشروع المدينة التكنولوجية " تكنوبارك إسطنبول" بـ أربع مليارات دولار أمريكي وهو ما يعكس أهمية الأموال المرصودة من طرف الدولة التركية لتغذية المشروع الأضخم اقتصاديا وتكنولوجيا في البلاد وإقليميا.

تكنوبارك إسطنبول واتفاقيات التعاون الدولية

في إطار سعي تكنوبارك إسطنبول لتوسيع خبرتها في مجال التكنولوجيا وقعت في مطلع عام 2019 واحدة من أكبر اتفاقيات التعاون والتفاهم المتبادل في تاريخها مع كل من الشركات الصناعية التالية:

· شركة سي تيك

· شركة يونجا تكنولوجي

· شركة ميكرو إليكترونيكس

· شركة أندا تكنولوجي

· المنطقة الاقتصادية الخاصة " تكنوبوليس موسكو"

وتعتبر الشركات الآنفة الذكر من بين أهم المحركات الصناعية الجديدة في روسيا والتي وقع معهم ممثلو تكنوبارك إسطنبول اتفاقية تعاون متبادل أثناء زيارة مثمرة قادتهم إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة " بيتشاتنيكي" في العاصمة الروسية موسكو التي تعوّل كثيرا على أنقرة من خلال الشركات الصناعية التركية وذلك من أجل حماية مصالح البلدين وضمان تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وتعزيز الشراكات على الساحة الدولية .

تكنوبارك إسطنبول .. الأفق الواعد !

يستمر اهتمام الدولة التركية بالمدينة التكنولوجية " تكنوبارك إسطنبول" للعام السابع توالا عن إطلاقها، ففي مطلع سنة 2020 الجارية افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرحلة الثانية للمشروع الذي يتوزع على أربعة مراحل حيث أشاد بمكانة وفعالية تكنوبارك على الصعيد الاقتصادي التركي وأكّد أنّه بمجرد الانتهاء من المشروع سيجتذب إليه عديد الشركات الأجنبية وذلك بفضل بنيته التحتية المؤهلة ومرافقه الاجتماعية ناهيك عن مخابره وورشاته المختلفة.

وأكّد القائمون على المشروع أنّه سيكون المستقبل الاقتصادي لتركيا ووجهة لأفضل الجامعات المحلية والعالمية ومنصة لكبار الباحثين لإجراء جميع بحوثهم العلمية .

ويتوقع أن يضم المجمع التكنولوجي أزيد من ألف شركة للبحث والتطوير على مساحة 1.5 مليون متر مربع تسع لما يربو عن 30 ألف شخص باحث في مجالات وقطاعات استراتيجية على غرار الدفاع، الطيران، الفضاء، المعلومات والاتصالات والتكنولوجية الحيوية .

ومن المنتظر أن تجني تركيا من مشروع تكنوبارك بعد انتهاء جميع مراحله دخلا سنويا يبلغ 10 مليارات دولار أمريكي خاصة أنّ الإنتاج الصناعي والصناعات التحويلية في البلاد حقّقت أرقاما قياسية خلال السنوات الأخيرة.

وزاد حجم العقارات التي شيدتها شركات الإنشاءات في تركيا على أطراف تكنوبارك ما من شأنه أن يؤدي مستقبلا حسب العارفين في شؤون عقارات في تركيا، يؤدي إلى زيادة حجم مبيعات شقق اسطنبول للبيع مع تنوع عروض شراء عقار في اسطنبول، هذه المدينة التي تشهد تناميا كبيرا في تملك الأجانب خاصة هؤلاء الباحثين عن كيفية الحصول على الجنسية التركية أو كيفية الحصول على الجواز التركي  .