تركيا .. سوق الأفارقة الجديدة بـ 185.5 مليار دولار من المبادلات التجارية

تركيا .. سوق الأفارقة الجديدة بـ 185.5 مليار دولار من المبادلات التجارية

حلّت مصر على رأس قائمة البلدان الإفريقية في مجال التبادل التجاري مع تركيا خلال الأعوام التسعة الأخيرة أي بين سنة 2010 و 2019  حسب ما نشر في بيانات هيئة الإحصاء التركية. 

وارتفعت قيمة صادرات أنقرة نحو القاهرة إلى 3.3 مليار دولار أمريكي، بينما استوردت تركيا من مصر ما قيمته 1.8 مليار دولار مطلع سنة 2019 .

وعموما وصل حجم التبادل التجاري بين تركيا والبلدان الأفريقية خلال نفس الفترة إلى 185.5 مليار دولار، 122 مليار دولار منه أي 65 بالمائة من نصيب بلدان شمال أفريقيا " مصر، ليبيا، تونس ، الجزائر والمغرب" .

وجاءت المغرب في المرتبة الثانية إفريقيا بعد دولة مصر استيرادا للبضائع والمنتوجات التركية بقيمة بلغت 2.3 مليار دولار أمريكي ، فيما حلّت ليبيا في المركز الثالث بقيمة استيراد وصلت إلى 1.9 مليار دولار.

 

لماذا مصر أوّلا ؟

تجمع أنقرة والقاهرة علاقات اقتصادية تمتد إلى سنة 2005 حيث تم التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة والتي دخلت حيز التنفيذ رسميا في مارس سنة 2007 .

وسمحت هذه الاتفاقية برفع مستوى المبادلات التجارية بين البلدين إلى أرقام غير متوقعة كون أنّ اقتصادي البلدين مرتبطين ببعضهما ارتباطا وثيقا حيث تشكل مصر بوابة تركيا إلى  إفريقيا مع وجود عديد الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين لتسهيل تصنيع البضائع التركية في مصر وتصديرها إلى بلدان القارة السمراء عبر قناة " السويس" التي تعتبر شريانا حيويا للعملية .

وتضم السوق المصرية 110 مليون مستهلك وهو رقم بالغ الأهمية لتصريف المنتجات التركية.

ويضاف لذلك وجود أزيد من 3500 مواطن تركي يعيش في مصر، أغلبهم يديرون الشركات الاقتصادية التركية بالقاهرة.

وتتمثل الاستيرادات التركية من مصر في المنتجات البلاستيكية، والأسمدة، والألياف والمنتجات النسيجية والمشتقات النفطية والمواد الكيميائية العضوية في حين تستورد القاهرة من أنقرة الجرارات والمركبات والوقود والزيوت المعدنية بالإضافة إلى الصلب والحديد.


تركيا والقارة السمراء.. انفتاح مثمر 

وسطّرت تركيا استراتيجية للانفتاح على الدول الأفريقية منذ أعوام طويلة إلاّ انّها شرعت فيها فعليا سنة 1998 بتوقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع عديد الدول الأفريقية حيث أعلنت في عام 2005 " العام الأفريقي" دعما وتعزيزا للعلاقات السياسية، الاقتصادية والثقافية مع بلدان القارة السمراء.

وأسست لاحقا مجلس العلاقات الاقتصادية التركية الخارجية  DEIK وهو عبارة عن مجلس أعمال ثنائية مشتركة مع أزيد من 42 دولة في قارة إفريقيا.

وتم سنة 2010 اعتماد وثيقة الشراكة التركية الإفريقية الاستراتيجية التي أسهمت بشكل ملحوظ في تعميق العلاقات الأفرو-تركية و تشعّب مجالاتها، وهو ما أثبتته لاحقا بيانات هيئة الإحصاء التركية وصندوق النقد الدوليين ومعطيات مجلس العلاقات الاقتصادية التركية والتي أكّدت نمو وازدهار العلاقات بين الطرفين " تركيا - إفريقيا" وسيرها المضطرد نحو الدفع بالاقتصاد والاستثمار .

وتُرجمت هذه العلاقات القوية بين تركيا وإفريقيا في السنوات الأخيرة من خلال دخول تركيا دائرة الأربع دول الأكثر حضورا في القارة السمراء إلى جانب الصين، البرازيل والهند .

وزاد حجم الاستثمارات التركية في أفريقيا بشكل لافت جدّا ، خاصة وأنّها تعتبر واحدة من الدول التي "تشهد نموا اقتصاديا سريعا ينافس اقتصادات أقوى الدول في العالم" .

و بلغت قيمة الاستثمارات التركية في إفريقيا 46 مليار دولار قبل حلول العام الجاري 2020  أي بارتفاع قدره 11 بالمائة مقارنة بالعام الذي سبقه.

وتمركزت غالبية الاستثمارات التركية في إفريقيا في كل من كينيا، المغرب وتونس.

ووصلت قيمة الصادرات التركية للقارة السمراء خلال العام الماضي 12 مليار دولار، أغلبها منتجات صناعية أهمها السيارات، الجرارات، الوقود، الزيوت المعدنية، الحديد والصلب .

وضاعفت أيضا تركيا من شركات الإنشاءات في إفريقيا وهو ما جعلها تمارس عدّة أنشطة أهمها البنى التحتية، إنشاء الموانئ والطرقات، تشييد السدود والملاعب الكبرى والمستشفيات .

وانعكس نشاط شركات الانشاءات التركية في القارة السمراء على قيمة الصادرات التي زادت بشكل ملحوظ خاصّة في المواد التالي: " الإسمنت، الزجاج، حديد التسليح والسيراميك" 

وتهدف تركيا إلى رفع أكثر لمستوى علاقاتها الاقتصادية مع بلدان إفريقيا خلال السنوات المقبلة مواصلة لسياسة الانفتاح التي باشرتها مع بداية الألفية الثانية .