العرب والعقار في تركيا قصة صدارة ونجاح

العرب والعقار في تركيا قصة صدارة ونجاح

 

 

بين العرب وتركيا أكبر من مجرد ماضي وعلاقات، بينهم تاريخ، بينهم عادات، بينهم تقاليد، بينهم دين، بينهم ثقافة واليوم صار بينهم مواطنة، استثمار، عقارات ومستقبل واحد، كيف لا وأعدادهم جاوزت 10 بالمائة من سكان تركيا الأصليين .

تشير جميع التوقعات إلى تسجيل مزيد من الارتفاع والأرقام القياسية في حجم الإقبال العربي على الاستثمار العقاري في تركيا من خلال انتعاش شراء شقق للبيع في اسطنبول أو طرابزون أو أنطاليا أكثر الوجهات تفضيلا من قبل المستثمر العربي .

وكان للقرار التركي قبل عامين في منح الجنسة التركية مقابل الاستثمار العقاري في تركيا بقيمة 250 ألف دولار أمريكي، الأثر الكبير والقوي في مضاعفة عدد المستثمرين العرب في تركيا بالنظر للتقارب الثقافي وكذا تمتع تركيا بأمن واستقرار سياسي وتطور متسارع لوتيرة النمو الاقتصادي وثورة البنى التحتية وشبكات المواصلات.

لهذه الأسباب يفضّل المستثمرون العرب تركيا في العقار

تفضيل العرب لتركيا في شراء عقار في اسطنبول وتركيا عموما يعود لأسباب متعددة نبرز منها:

·      جودة العقار التركي وتطوره الرهيب من ناحية التصميم، الإنشاء والديكور والمرافق الخدماتية، حيث أصبحت معظم المخططات الهندسية تعتمد على تصاميم عالمية حديثة مناسبة تماما للعيش وفق النظامي العائلي الذي يناسب العرب تماما .

·      انخفاض أسعار العقارات التركية في المدن الكبرى كاسطنبول، وأنطاليا وبورصة مقارنة بعقارات مماثلة في الدول الأوروبية وأمريكا.

·      ارتفاع الإقبال على الاستثمار العقاري في تركيا من قبل الأجانب والذي حقق قفزة نوعية في السبع سنوات الأخيرة مما أعطى دفعا قويا للمستثمر العربي في ولوج السوق العقارية التركية بكل راحة واطمئنان.

·      ضمان الربحية لمشتري العقار حيث أنّ آخر دراسة من طرف مؤشر "نايت فرانك" العالمي تركيا كثالث أكبر دول العالم ربحية لمشتري العقار.

·      التقارب الكبيرة بين البيئة التركية والعربية حيث يدين الأغلبية بالاسلام وتنتشر المساجد في كل شارع، بالاضافة إلى القيم والعادات الشرقية وعدة قواسم مشتركة كالطعام .

·      انتشار كبير للمدارس العربية وجودة التعليم خاصة التعليم العالي.

·      توفر الخدمات الصحية وجودتها حيث تحولت تركيا قبلة للصناعة الدوائية والسياحة العلاجية.

أين يستثمر العرب في تركيا؟

تنوعت جنسيات العرب المقبلين على شراء العقار في تركيا خلال السنوات واعتلى الخليجيون القائمة فيما احتل العراق مثلا الصدراة لخمس سنوات متتالية .

وبخصوص أماكن توزع الاستثمار العقاري العربي في تركيا، فقد كان حسب التفضيلات ورغبات المستثمرين، لكن اللافت للانتباه أنّ اسطنبول جاءت في طليعة المناطق الجاذبة للعرب من أجل شراء عقار في تركيا .

ويرتكز اهتمام العرب خصيصا أثناء شراء العقار في اسطنبول تركيا على الشقق في المناطق الراقية المحيطة بمضيق البوسفور مثل "كانديلي وبيبيك" أو في الفيلات الفخمة بالقرب من بحيرة "صبنجة" التي لا تبعد كثيرا عن اسطنبول .

ولفتت المجمعات السكنية الحديثة في المناطق العمرانية الجديدة القريبة من المنشآت الكبرى انتباه المستثمرين العرب ونذكر على سبيل المثال "باشاك شهير، بهجة شهير، بيليك دوزو و أسنيورت" .

كما توجّه العرب خلال استثمارهم العقاري بتركيا إلى مدينة طرابزون ذات المناظر الطبيعية الأخاذة على سواحل البحر الأسود بالإضافة إلى شراء العقار في بورصة ويالوفا حيث يميل العرب إلى كل ما هو اخضرار وطبيعة وهواء طلق، كما أنّ تواجدهم في تركيا لا يقتصر على هذه المدن فقط بل يكادوا يتواجدون في كل بقعة تركية .

هكذا تصاعدت أرقام الاستثمار العقاري العربي في تركيا

منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا سنة 2002 شرعت البلاد في سياسة انفتاح كبيرة على الأجانب حيث تم إتاحة المجال للتملك الأجنبي في أي مدينة تركية سنة 2005 مع بقاء شرط المعاملة بالمثل مع مواطني الدول، إلى أن يتمّ بعدها إلغاء شرط المعاملة بالمثل سنة 2012 بتغيير قانون تملك الأجانب وهو ما شكّل عامل جذب قوي للأجانب في تركيا حيث تمّ السماح لمواطني 183 دولة بالتملك في تركيا بينهم العرب الذين أصبحوا يقبلون بقوة على شراء العقار في تركيا خاصة أنّ الفترة تصادفت مع ثورات الربيع العربي وما صاحبها من موجة الاضطرابات الأمنية التي لا تزال قائمة لحد الآن، وهنا لم يجد العرب مأمنا ببيئة ثقافية مشابهة لبيئتهم إلا تركيا .

واشترى العرب سنة 2013 ما يفوق 10 بالمائة من النسبة الاجمالية لمبيعات العقار في تركيا أي قرابة 2700 عقار .

وارتفع الرقم الاستثماري العقاري سنة 2014 بالربع تقريبا حيث اشترى المستثمرون الخليجيون وحدهم حوالي 4.3 مليار دولار من العقارات التركية .

ومنذ سنة 2016 بدأت أرقام الاستثمار العربي في العقار التركي تتنامى حيث حافظ العراق على الصدارة والسعودية على المرتبة الثالثة والكويت على المرتبة الرابعة، فيما تحل كل من قطر والبحرين دائما ضمن المراتب العشر الأولى من ناحية شراء العقار في اسطنبول تركيا .

هي قصة قصيرة عن مستثمرين وجدوا البيئة، التسهيلات والربحية، فاستثمروا وحوّلوا رأس المال الواحد إلى رؤوس أموال متعددة، هي تركيا حيث لا مكان للخسارة .