الاستثمار في العقار أم الاستثمار في الأسهم.. إجابة الخبراء

الاستثمار في العقار أم الاستثمار في الأسهم.. إجابة الخبراء

 

الصحفية: لو تختصران تجربتيكما في جملة واحدة فماذا تكون ؟

المستثمر في سوق الأسهم التركية: من الصعب جدا التكهن أو كشف كلّ التقلبات الموجودة في السوق

المستثمر في سوق العقار بتركيا: لا تنتظر شراء عقار بل اشتري عقارا وانتظر

في جملة كلّ واحد منهما حاول المستثمران "العقاري والمالي" إقناع الرأي العام الاقتصادي بضرورة ولوج مجاليهما، لكنّ من منهما أقنع أكثر ولماذا؟

ما هي أساسيات الاستثمار في سوق العقار وما هي مبادئ الاستثمار في أسواق الأسهم ؟

هل سوق العقار في تركيا أفضل لعوائد ربحية كبيرة بأقل الأضرار أم سوق الأسهم ؟

يقوم أي استثمار في العالم و بأي قطاع كان على قاعدة إعادة تدوير ما يملك الشخص من أموال أي أن " تعمل عليه الثروة التي جناها بدل أن يجني مزيدا منها بنفس الأسلوب " وهنا يشكل العائد الاستثماري الأقوى الهدف الأساس لكل مستثمر لذا تجد المستثمرين يبحثون دائما عن أفضل المجالات والسبل لمضاعفة رأس مالهم، وهنا تتحول حيرة البعض إلى ارتباك حقيقي من الوقوع في الاختيار الخاطئ، إذ ما يستثمرون في العقار أم  في سوق الأسهم من أجل تجنّب أي خسارة ترافق مستقبلا استثماراتهم ؟

التباس وتيه يطرق بشكل يومي نوافذ الدردشة في موقع الهدى للاستثمار العقاري حيث يطرح العملاء عديد الاسئلة المتعلقة بأنسب الاستثمارات في تركيا وحول محفزات الاستثمار في قطاع العقار دون القطاعات الأخرى كسوق الأسهم التي تسوق له الشركات الكبرى كبديل قوي يعبّد الطريق لقاعدة الربح السريع في محاولة منها لجذب المزيد من المستثمرين الجدد .

هل كل ما يرد حول الاستثمار في سوق الأسهم حقيقة أم هو مجرد مغالطات؟ وهل الاستثمار في قطاع العقار الذي حقق نموا قياسيا في تركيا خلال السنوات الأخيرة أصوب قرار؟

ما الفرق بين الاستثمار في العقار والاستثمار في سوق الأسهم؟

الاستثمار في العقار يعني بالدرجة الأولى قيام المستثمر بشراء أصول ثابتة تنتج عنها عوائد مالية بشكل شهري أو سنوي مثل تأجير مبنى سكني أو شقق أو مركز تجاري أو محال تجارية، فرغم ما تدفعه من مصاريف إضافية فإنّك تضمن الحفاظ على الفرق الناتج أي ما يسمّى بالربح.

وبالنسبة للاستثمار في الأسهم أو في حصة منها فهذا يعني أنّك تقوم فعليا بشراء جزء من الشركة أي كان نوعها مختصة في " النسيج ، صناعة الأثاث، أو السيارات أو أجهزة الكومبيوتر أو حتى صناعة الحلويات "، شراء يضمن لك آليا الحصول على نسبة من الأرباح لكل حصة تملكها شريطة "أن توجد" تلك الأرباح، ومثال ذلك أن تملك 10 آلاف سهم من أصل مليون سهم تملكه شركة لصناعة الألمنيوم أي بمعنى أنّك تملك واحد بالمائة من تلك الشركة.

لماذا يشجّع الخبراء استثمار العقارات بدل استثمار سوق الأسهم؟

البساطة والوضوح: يعتبر الكثير من المختصين في سوق الاستثمار أنّ استثمارات العقار متاحة أكثر لجميع أنواع المستثمرين أي باختلاف ميزانيتهم المالية ومهما كان نوع العقار الذي يمتلكونه "شقة، منزل، محل تجاري أو قطعة أرض" وعلى خلاف ذلك نجد الاستثمار في الأسهم ليس متاحا للجميع نظرا لتعقيداته التي لا يفهمها حتى المستثمرين فيه أنفسهم والذين يعجزون عن تفسيره للآخرين في كثير من الأحيان.

الواقعية والأريحية: الاستثمار في العقارات يعني أنّك تستثمر في شيء ملموس وموجود فعلا على أرض الواقع وهو ما يريحك ذهنيا ويشكل عاملا نفسيا مهما، فأنت ترى تملكك حقيقة سواء في منزل أو شقة أو مكتب أو قطعة أرض أما الاستثمار في الأسهم فينتج دوما عنه تخوف من الاستثمار في أسهم افتراضية حتى ولو كانت فعلا ستدر أرباحا على المدى البعيد لكن العامل النفسي للمستثمرين الذي يرتبط عادة بالريبة والشكوك يجعلهم يفقدون المال على المدى القريب والمتوسط حتى ولو كانوا فعلا سيكسبون لو أخذوا وقتا أوفر وتحلوا بصبر أكبر وهو ما يحدث تماما عند أي انهيار اقتصادي حيث تختلط أوراق الكثير فيتخذون قرارات غير صائبة قد تكلفهم خسارة بملايين الدولارات.

الحصانة ضد النصب والاحتيال: من المستبعد جدا أن يتعرض المستثمر للنصب والاحتيال في مجال العقارات خصوصا أنه يقوم بجميع الإجراءات السليمة قبل شراء العقار وهي الخدمة التي توفّرها شركة الهدى للاستثمار العقاري لعملائها حيث تضمن لهم التأكد من سلامة العقار والأمور القانونية والإدارية للعقار عكس الاستثمار في سوق الأسهم يتمحور التملك فيه حول الثقة التي توضع في وسيط البورصة .

الثقة والربح: على الراغب في الاستثمار في الأسهم أن يدرك جيدا أنّ السوق تشهد تقلبات شديدة في السعر على المدى القريب، فقد تنزل الأسهم من سعر 50 دولار إلى 15 دولار أو ترتفع إلى 70 دولار ما يخلق اضطرابا كبيرا لدى المستثمرين الذين يتخذون قرارات خاطئة بسبب الخوف من الخسارة قد تؤدي إلى إفلاس الشركات بسبب انخفاض أسعار أسهمها جراء عملية بيع وشراء في وقت خاطئ مما يجعل المستثمر يصل إلى قيمة مالية أقل بكثير من تلك التي استثمر بها في البداية، وهو ما حدث فعلا مع عدد من الشركات العالمية حيث فقدت حوالي 80 بالمائة من قيمتها ، إلاّ أن الاستثمار في العقار يختلف تماما حيث يمنحك شعورا بالثقة لأنّ أسعار العقار في ارتفاع مستمر لسان حال سوق العقار تركيا .

ضبط الأرباح حسابيا: يمكن للمستثمر في مجال العقار مراجعة مكاسبه الربحية عبر عمليات حسابية بسيطة تعتمد على نسبة الزيادة في أسعار العقارات في المنطقة التي تم الاستثمار فيها، على اعتبار أنّ أسعار العقار إذا شهدت تغيرا فإنه يكون في المنحى الايجابي دائما، غير أنّ سوق الأسهم ونظرا لما تشهده من تقلبات يصعب جدا التكهن بأرباحها أو حتى استعادة رأس المال في حال تكررت الانهيارات الاقتصادية حتى أنّ المستثمرين في سوق الأسهم أنفسهم يقولون عن ثبات بعض تعاملات الأسهم " آمنة كالمنازل"  كناية عن الاستقرار المالي الذي تعرفه السوق العقارية بعيدا عن المخاطر.

سهولة الاستثمار: يتطلب الاستثمار في الأسهم معرفة معمّقة بالمجال ومجهودات مضنية للمضي فيه قدما، فتغير العملات والتقارير الاقتصادية الاخبارية الدائمة يؤثر سلبا على المستثمر ومحيطه، بينما لا يحتاج الاستثمار في العقار معرفة متخصصة للشروع فيه، فالكثير من التجارب الناجحة تؤكد أنّ أصحابها انطلقوا من شراء مسكن عادي ارتفع سعره إلى الضعف في ظرف سنوات قليلة ما دفعهم إلى التفكير جديا في التحول نحو الاستثمار العقاري الفعلي الذي حققوا فيه قفزة نوعية.

إمكانية الاقتراض: يتيح لك الاستثمار العقاري بكل أريحية الحصول على قرض من البنك الذي يعطي الأولوية للقروض العقارية أكثر من أي فئة أصول أخرى وقد تغطي نسبة القرض الممنوحة من طرف البنك القيمة الاجمالية للعقار وبأسعار فائدة أقل من أي أصول أخرى وهي خصائص مستحيلة لدى المستثمر في سوق الأسهم .

قدرة التحكم: ينتج عن الاستثمار في سوق الأسهم عدم التحكم الكلي في الاستثمار لأنّ المستثمر يحتاج عادة إلى وسيط التعامل مع الصفقات الخاصة به وتتعلق قيمة أي مساهمة على ظروف السوق والإجراءات المتبعة من طرف الذين يديرون الشركة التي ساهمت فيها وهو ما يخلق حالة من عدم اليقين من الاستثمار ، ويختلف الوضع تماما إذا تعلّق الأمر بالاستثمار العقاري فالاستثمار يكون مرة واحدة أي بتملك مباشر للأصول مع قدرة السيطرة الكاملة على ذلك مثلا في حال عرض تملكك العقاري للإيجار يمكنك رفعه بقيمة مضافة وهو الأمر الممنوع إطلاقا القيام به في سوق الأسهم مع مختلف الشركات مهما كان نوعها.

التأثير في قيمة الأصول: يمكن للمستثمر في العقار التأثير تماما على قيمة أصوله باستعمال الكثير من الاستراتيجيات بينها الترميم، التجديد والصيانة وتغيير الديكور وطلاء الشقة أو المكتب، ما من شأنه تحقيق زيادة في قيمة العقار فبمجرد إنفاق مبلغ معين يمكنك استرجاعه بالضعف لاحقا، عكس سوق الأسهم الذي قد تكبد المستثمر خسائر فادحة.

 

فعلا، صدق من قال " أصحاب الأراضي والمباني يصبحون أغنياء وهم نائمون" فالمزايا والثروة التي يقدمها الاستثمار العقاري حفّزت الكثير حتى هؤلاء الذين لم يفكروا يوما في دخول عالم الاستثمار بالاقبال عليه، فماذا إن كان البلد "تركيا" حيث تزيد قيمة العقار سنويا بأضعاف مضاعفة نظرا للبنى التحتية والمرافق الحيوية المجاورة للمجمعات السكنية والتجارية الحديثة .