ابتكار بديل عن الفنادق لقضاء عطلة 2020 في تركيا !

Alternative hotel innovation for 2020 holidays in Turkey

دفع تأثير كورونا البارز على العادات والتقاليد والأنظمة الاجتماعية كثيرا من الدول إلى التفكير في البديل على جميع الأصعدة، انطلاقا من التعامل بين أفراد الأسرة الواحدة إلى سياسات واقتصادات البلدان، وهنا أصبحت مختلف المؤسسات تشتغل من أجل استحداث بدائل لها أن تسهّل التعايش مع الفيروس المستجد، بل وتتجاوزه إلى حياة تقترب من الحياة الطبيعية حيث عرفت بعض البضائع غزارة في الإنتاج على غرار الأقنعة الواقية، فيما تم تعميم بعض السلوكيات كالتباعد الاجتماعي وأيضا التحول بكثافة نحو بعض البدائل كالعمل عن بعد والشراء أونلاين.

ومن بين القطاعات التي تأثرت هي الأخرى بمخلفات وباء كورونا، قطاع الأسفار والسياحة الذي شهد تجميدا كليا نجم عنه توقف لإحدى أهمّ المجالات التي تستهوي العديد من الناس خاصة في فصل الصيف.

ولم يكن تأثير كورونا باديا على قطاع السياحة في بداياته نظرا لأنّ تفشي الجائحة تصادف مع الفصل الشتوي، لكن بمجرد أن حلّ الصيف بحرارته، وانتهاء موسم العمل حتّى بدأ السياح يتساءلون ويرغبون في عروض تمكّنهم من قضاء عطلتهم السنوية وفي نفس الوقت تضمن لهم شروط الأمن والصحة والسلامة من وباء كوفيد ـ 19، ومن هذا المنطلق انبثقت فكرة طورها زوج تركي لفائدة السياح المحليين والأجانب خلال فترة العطلة السنوية لصيف 2020 .

واستندت فكرة الزوج التركي إلى ابتكار وسيلة بديلة عن الإقامة في الفنادق أثناء قضاء العطل في ظل انتشار وباء كورونا الذي غيّر من مطالب السياح حول العالم حيث باتوا يبحثون عن مناطق أقل خطورة للإصابة بالفيروس المستجد مثل الأماكن الجبلية والريفية المنعزلة.

وتتمحور فكرة الزوجين التركيين إرول أسنا وزوليخة المقدمة للسياح هذا العام حول وضع سبع منازل متنقلة أو كرفانات على قطعة أرضية بمساحة 2000 متر مربع في منطقة ريفية يطلق عليها قرة بورون تابعة لولاية إزمير غرب تركيا.

وبلغت مساحة كل كرفان 11 مترا مربعا وهي المساحة الكافية للنزلاء من أجل المبيت لأيام في إطار قضاء العطلة بين أحضان الطبيعة والتمتع بإطلالات بحرية رائعة في ريف ولاية إزمير الساحرة.

ولاقى المشروع المبتكر بمجرد إطلاقه إقبالا محليا كبيرا ودعما من طرف السلطات، حيث أكّد القائمون على أنّ المشروع الناشئ سيحقق نجاحا باهرا كونه سيمكن السياح من قضاء عطلتهم في جو مستقل يضمن اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة للوقاية من فيروس كورونا ودرءا لكل التخوفات السائدة بخصوص انتقال الأمراض عن طريق مختلف مرافق الفنادق على غرار أنظمة التهوية التي يخشى الكثير أنّها تتسبب في تنقل الفيروسات بين الغرف.

 ووجد السياح الأوائل الذين أقبلوا على المشروع الناشئ العكس تماما في الكرفانات المحاذية للمساحات الخضراء والقريبة من فضاءات الطبيعة .

وسارع العديد من السياح الأتراك خاصة المنحدرين من ولاية إزمير في حجز الكرفانات التي تتميز بالاستقلالية والشروط الصحية وذلك مباشرة عقب القرار الأخير الذي أصدرته السلطات التركية والذي يقضي بالسماح للسلطات التركية باستئناف الأنشطة الفندقية .

ووجب التنبيه هنا إلى أنّ الوضعية نفسها تقريبا شهدها قطاع عقارات في تركيا تماشيا مع كورونا حيث زادت أسعار المنازل في تركيا لكن تلك المنفصلة والريفية تجنبا للوباء.

ووفق ما تشير إليه استطلاعات للرأي أجريت بالتزامن مع تفشي وباء كورونا فإنّ 70% من السياح يفضلون السياحة الجبلية والريفية والطبيعية عوض السياحة الشاطئية تجنبا للتزاحم الذي قد يتسبب في انتقال عدوى كورونا.

وسبق لوزارة الثقافة والسياحة التركية أن أعلنت عن انطلاق الموسم السياحي في تركيا بداية من شهر يونيو/ حزيران شريطة حيازة الفنادق التي ستقدّم خدماتها على شهادات الخلو من فيروس كورونا مع ضمان خدمة نوعية وصحية من ناحية المأكولات ونظافة الغرف والبهو والمصاعد وغيرها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تركيا احتلت العام الماضي المرتبة السادسة عالميا من ناحية استقبال السياح حسب ما نشرته منظمة السياحة العالمية خلال شهر مايو / أيار 2020.